تُعتبر الجغرافيا الطبيعية لمصر فريدة من نوعها، حيث تقع هذه الدولة في قلب العالم تقريبًا، إذ يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب دولة السودان.
ومن الجانب الشرقي، تحدها فلسطين والبحر الأحمر، بينما تقع ليبيا على الحدود الغربية لمصر. تبلغ الحدود البرية لمصر حوالي 2665 كيلومترًا.
تمتد سواحلها لأكثر من 2450 كيلومترًا، بالإضافة إلى أن مصر تتميز بوجود مساحات زراعية شاسعة، وخاصة في وادي النيل والدلتا.
موقع ومساحة مصر
- تقع جمهورية مصر العربية في شمال شرق قارة إفريقيا.
- تتواجد فلكياً بين خطي الطول 24.700 و36.900، وبين دائرتي عرض 21.720 و31.670.
- تبلغ المساحة الإجمالية لمصر حوالي مليون ومائة ألف كيلومتر مربع، حيث تحتوي على 995,450 كيلومتر مربع من الأراضي اليابسة.
- وتمتد المسطحات المائية في مصر إلى 6000 كيلومتر مربع.
- يصل التعداد السكاني لجمهورية مصر العربية إلى حوالي مائة مليون نسمة، وذلك وفق إحصائيات عام 2019 التي صدرت عن الأمم المتحدة.
- يبلغ معدل الكثافة السكانية حوالي 95.10 نسمة لكل كيلومتر مربع، ويتوزع السكان على 27 محافظة، مع وجود غالبية السكان في العاصمة القاهرة، التي تعد أكبر محافظات البلاد.
- يتوفر في مصر مياه نهر النيل، الذي يُعتبر أطول نهر في العالم، إذ تصل حصتها السنوية من مياه النيل إلى حوالي 55.5 مليار متر مكعب.
- تشكل هذه الحصة حوالي 79% من الموارد المائية، وتغطي نحو 95% من الاحتياجات المائية الضرورية.
التضاريس في مصر
- تنقسم التضاريس الجغرافية في مصر إلى أربع مناطق رئيسية تشمل منطقة النيل، الدلتا، شبه جزيرة سيناء، والصحراء الغربية والشرقية.
- ويُعتبر نهر النيل أهم علامة جغرافية في مصر، حيث يمتد شمالًا نحو 1200 كيلومتر، ما يؤدي إلى تقسيم الهضبة الصحراوية إلى قسمين غير متساويين.
- يمتلك كل قسم من الهضبة الصحراوية خصائص فريدة، إذ تقع الصحراء الغربية بين نهر النيل والحدود الليبية، بينما تمتد الصحراء الشرقية نحو قناة السويس وصولاً إلى البحر الأحمر.
أهمية الموقع الجغرافي لمصر
- يتميز الموقع الجغرافي لمصر بتأثير كبير على نشوء العديد من الحضارات عبر التاريخ، وذلك بفضل وجود أربعة عوامل أساسية تدعم تطور الحضارات، والتي تتوفر في مصر.
- تشمل هذه العوامل موقعًا جغرافيًا ملائمًا، وإمكانية الاتصال بالمناطق المجاورة، ومناخًا مناسبًا يُعتبر من أبرز ميزات مصر، فضلاً عن خصوبة التربة التي تدعم الاستقرار السكاني.
- هناك العديد من العوامل الأخرى ساهمت في ظهور الحضارات في مصر منذ العصور القديمة، منها الموقع الذي يربط بين قارة إفريقيا وآسيا، وأيضًا الربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
- نهر النيل هو العنصر الأهم في تحويل مصر من أرض صحراوية قاحلة إلى أراضٍ زراعية خصبة، مع وجود الدلتا في الشمال ووادٍ يمتد على ضفتي النهر.
- منطقة الوادي هذه تكونت نتيجة الفيضانات، وتتميز بتربتها الخصبة المناسبة للزراعة، التي ناتجة عن ترسيب الغرين.
العصور التاريخية وتأثيرها
- مرت جمهورية مصر العربية بعدد من الحضارات عبر الأزمنة المختلفة، بدءًا من العصر ما قبل التاريخ، الذي يمتد من 5000 إلى 3100 قبل الميلاد، والتي تتضمن حضارة مرمدة بني سلامة.
- حضارة مرمدة بني سلامة تقع شمال غرب القاهرة، إلى جانب حضارات أخرى مثل حضارات نقادة وأنماط حضارية مختلفة قامت في أرض مصر، مثل حضارة المعادي.
- خلال العصر العتيق، الذي يشمل الأسر الحاكمة المبكرة مثل الفراعنة، كانت حضارتهم من 3100 إلى 2686 قبل الميلاد.
- تلتها حقب مختلفة مثل الدولة القديمة (2686 إلى 2181 قبل الميلاد)، والفترات اللاحقة المعروفة بالاضمحلال والثورات الاجتماعية.
- مرّت مصر أيضًا بفترات مهمة لم تكن أقل تأثيراً مثل الدولة الوسطى والفترات التي تلتها والتي شهدت تغييرات سياسية واقتصادية كبيرة.
- العصر الحديث، الذي ضم الإمبراطورية، وامتد من 1567 إلى 1085 قبل الميلاد، وكذلك العصر المتأخر والعصر البطلمي (322 إلى 30 قبل الميلاد). ثم جاء العصر الروماني الذي استمر من 30 إلى 295 ميلادياً، يليه العصر البيزنطي والحضارة القبطية (337 إلى 641 ميلادياً).
- أخيرًا، تم الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص في العام 641 ميلادي تحت قيادة الخليفة عمر بن الخطاب.
الأهمية الاقتصادية للموقع الجغرافي لمصر
- تمكنت جمهورية مصر العربية من تحقيق مكانة اقتصادية مرموقة بين الدول، بفضل عدة عوامل ساهمت في تقدمها عبر التاريخ.
- أحد العوامل الرئيسية هو وجود نهر النيل الذي يلعب دورًا محوريًا في الزراعة، القائم منذ أزمنة بعيدة، إذ أسس المصريون شبكات ري متقدمة وسدودًا لدعم الزراعة.
- نتيجة لذلك، تطورت زراعة القطن، والقمح، والبلح، وقصب السكر، بالإضافة إلى الفواكه الحمضية والبقوليات، مما يعزز أيضًا التنوع الحيوي لنهر النيل ويساهم في نشاط صيد الأسماك.