أسلوب الاستفهام في العربية
يُعَدُّ أسلوب الاستفهام من أدوات اللغة العربية التي تُستخدم لطلب المعرفة حول موضوع معين. وتُعرف الجمل التي تُثير تساؤلات المتحدث وتساؤلاته بجمل الاستفهام. ويتطلب هذا الأسلوب استخدام أدوات خاصة تُستخدم كنقطة انطلاق للجملة الاستفهامية، حيث تُقسم أدوات الاستفهام إلى فئتين: أسماء الاستفهام، وهي غالبية الأدوات، بالإضافة إلى الهمزة وحرف “هل”، واللذان يُعتبران حروف استفهام بلا إعراب. وبهذا، يمكن تصنيف أسلوب الاستفهام حسب المعنى إلى نوعين: حقيقي ومجازي، في حين يعد الاستفهام الإنكاري جزءاً من الاستفهام المجازي، حيث يخرج عن المعنى الحقيقي فيكون الهدف منه أكثر من مجرد الاستفسار، مثل الإنكار أو الاستنكار.
تعريف الاستفهام الإنكاري
يمتاز الاستفهام الإنكاري بخروجه عن معناه التقليدي، ليعبر عن إنكار أو استنكار حول ما يُسأل عنه. ولا يقتصر دور الاستفهام الإنكاري على الإظهار فقط، بل يمكن أن يتضمن عدداً من الأغراض مثل المبالغة، التعظيم، التشويق، التمني، التأكيد، الاستبطاء، الفخر، التحسر، والتوجع، وغيرها من الأغراض الأخرى.
أمثلة من القرآن على الاستفهام الإنكاري
تتضمن النصوص القرآنية العديد من الشواهد التي توضح الاستفهام الإنكاري بمفهومه المشار إليه. ومن أبرز تلك الأمثلة:
- قال الله تعالى: “أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ.”
- قال تعالى: “أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ.”
- قال تعالى: “أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ.”
- قال تعالى: “أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ.”
- قال تعالى: “أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ.”
- قال تعالى: “أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ.”
- قال تعالى: “أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ.”
- قال تعالى: “أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ.”
- قال تعالى: “أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ.”
- قال تعالى: “أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ.”
أنواع الاستفهام الإنكاري ومظاهرها
وفقاً لما ذكره ابن هشام في كتابه “مغني اللبيب”، يتواجد نوعان من الإنكار، وهما:
إنكار توبيخي
ويتسم هذا النوع بمسؤولية الفاعل عما بعده، ومن أبرز أمثلته:
- قوله تعالى: “أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ.”
- قوله تعالى: “أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ.”
إنكار إبطالي
يسلط هذا النوع الضوء على استنكار كبير لموقف معين، مما يدفع للنية في إبطاله تماماً. ووفقاً لتفسير ابن هشام، يشير هذا النوع إلى أن ما يلي هو غير واقعي وأن مدعيه غير صادق، كما يتجلى في الأمثلة التالية:
- قوله تعالى: “أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا.”
- قوله تعالى: “فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ.”