علي بن أبي طالب: أول من أسلم من الصغار
عُرف أبو طالب بإنجابه للعديد من الأبناء في ظل ظروف مالية صعبة. ولتخفيف الأعباء عنه، اتفق رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- مع عمه حمزة على أخذ بعض أبنائه لرعايتهم. فكان من نصيب رسول الله علي بن أبي طالب، الذي لم يكن قد تجاوز العشر سنوات عند نزول الوحي. لذا، أصبح علي أول الصبيان الذين أسلموا، حيث أسلم قبل بلوغه.
حكاية إسلام علي رضي الله عنه
في محاولة للتخفيف عن أبي طالب، تولى رسول الله رعاية علي، خاصةً وأن أبو طالب كان لديه عدد كبير من الأبناء القليلين في الموارد. بعد اتفق رسول الله مع حمزة، انتقل علي للعيش في بيت النبي، وكان ملازماً له. وفي إحدى الليالي، شاهد علي رسول الله مع السيدة خديجة وهما يصليان، مما دفعه للسؤال عن هذا الدين الجديد. فأخبره النبي أن هذا دين الله وأعطاه دعوة للتوحيد وترك عبادة الأصنام. أراد علي أن يناقش والده في الأمر، لكن النبي نصحه بالكتمان. في تلك الليلة، ألقى الله في قلب علي حب الإسلام، وفي الصباح توجه إلى النبي مُعلنًا إسلامه.
كان علي -رضي الله عنه- يتسلل مع رسول الله لأداء الصلاة في الخفاء في شعاب مكة. حتى تصادف أن رآهما أبو طالب، الذي استفسر عن الدين الجديد. أخبره النبي بالحق، لكن أبو طالب اعتذر عن ترك تقاليد آبائه، ومع ذلك وعد النبي بالدعم والنصرة، وأوصى ابنه علي بالتمسك بالنبي واعتباره الأمر خيراً.
فضائل علي رضي الله عنه
يُعتبر علي بن أبي طالب أول من أسلم من الصغار وواحداً من العشرة المبشرين بالجنة. تزوج من السيدة فاطمة -رضي الله عنها- ابنة النبي ولم يتزوج سواها في حياتها. كما هاجر إلى المدينة المنورة عندما كان عمره ثلاثة وعشرين عامًا، وتولى قيادة الأمة الإسلامية لمدة أربعة أعوام.
تضحية علي بنفسه
في لحظة حاسمة، كلف رسول الله علياً بأن ينام في فراشه ليلة هجرته من مكة إلى المدينة. فبدلاً من الهروب، ضحى بنفسه من أجل سلامة النبي والدعوة الإسلاميّة. وفي الصباح، اكتشفت قريش أن رسول الله قد غادر، فسألوا علي “هل كنت تحرسه؟” مما أثار غضبهم. ومع ذلك، تحمل علي الضغوطات ولم يكشف عن مكان النبي.
كما كان -رضي الله عنه- شجاعاً وشارك في جميع الغزوات مع رسول الله ما عدا غزوة تبوك، حيث تم تكليفه بحماية المدينة. وقد حمل الراية في العديد من المعارك، واختاره النبي لقراءة سورة التوبة أمام الناس في الحج في السنة التي كان فيها أبو بكر الصديق والي الحج.
أحد العشرة المبشرين بالجنة
يُصنف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ضمن العشرة المبشرين بالجنة وفق الحديث الصحيح الذي رواه عبد الرحمن بن عوف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: “أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعدُ ابن أبي وقاص في الجنة، وسعيدُ ابن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة”.
زواجه من فاطمة ابنة الرسول
تزوج علي من السيدة فاطمة البتول -رضي الله عنهما- ابنة رسول الله، وأمها السيدة خديجة -رضي الله عنها-. وُلدت فاطمة قبل بعثة النبي بخمس سنوات، وتزوجت من علي بعد غزوة بدر، وأنجبت له الحسن والحسين، اللذين يُعتبران سِبطي رسول الله وسيدا شباب أهل الجنة.
علي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين
تولى علي بن أبي طالب خلافة المسلمين في المدينة المنورة في اليوم الذي تلا مقتل عثمان. وقد بايعه جميع الصحابة المتواجدين في المدينة، وأجمعوا على ولايته، مشيدين بفضله وعلمه وأخلاقه الحسنة. سار علي على نهج الخلفاء الراشدين الذين سبقوه في الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن رغبته في الخلافة، بل تم إصرار الصحابة عليه لقبولها.