غالباً ما يحدث لبس عند بعض الأفراد في تمييز الفرق بين السجع والجناس، ويرجع ذلك إلى التشابه الكبير بينهما في نهاية كل منهما، حيث ينتهيان بنفس الوزن.
ومع ذلك، يوجد فرق جوهري بينهما، إذ يمتلك كل منهما الخصائص المميزة له، لذا سنستعرض في السطور التالية الفروق بينهما.
الفرق بين السجع والجناس
- يتميز السجع بأنه يظهر في النثر، حيث يتمثل في توافق الفواصل في الحرف الأخير، ويُعرَّف الفاصل بأنه الحرف الأخير في الفقرة.
- أما الجناس، فيحدث عندما تتشابه كلمتان في البناء، لكن تختلفان في المعنى، وله أنواع تشمل:
- الجناس التام.
- الجناس الناقص.
- ويُعتبر السجع موسيقى النثر، إذ تتشابه فيه الحروف الأخيرة.
- في الغالب، تكون هذه الحروف على نفس الوزن، مثل: “عاقل” و”غافل”.
- يُعتبر السجع مقبولًا عندما يكون بلا تكلف، وقد قيل فيه:
- “السجع كؤلؤ يزين رسائلك، فلا تفرط فيه فتتكلف، ولا تنقص منه فتفقد رونقه.”
- ويُفضَّل لدى المخاطب، حيث يسرّ السمع سماعه.
- أما الجناس، فهو يتعلق بتشابه الكلمتين في اللفظ مع اختلاف المعنى، وسُمي بذلك لأنه يعبر عن صفة التجانس أو التشابه الواضح بين الكلمتين.
- من الجوانب الجميلة في الجناس، أنك قد تجد الكلمة الثانية مشابهة للأولى بينما تعبر عن معنى مختلف، كأنها كلمة جديدة، مما يتيح لك استنتاج معنى جديد.
ما هو السجع في البلاغة؟
عرف العرب بفصاحتهم وبلاغتهم، وكان السجع واحداً من الفنون البلاغية التي أضفت جمالية على حديثهم، فقد كان استخدام السجع شائعاً في محادثاتهم، ويُعتبر أحد أبواب البلاغة العربية.
إذا نظرنا في الخطب والمقالات للأدب العربي القديم، نجدها تفيض بالسجع. وقد ورد السجع في القرآن الكريم، حيث تحدى الله عز وجل العرب بإنتاج آية مماثلة، لكنهم عجزوا أمام بلاغته.
يُعرف السجع بأنه توافق في فواصل الحديث، بحيث يكون بشكل عام نفس عدد الكلمات في الجمل ونفس إيقاع النغمة.
شروط السجع
هناك مجموعة من الشروط الضرورية التي يجب توفرها لكي يُعتبر الكلام سجعا، وهي:
- لا بد من الوقوف عند نهاية كل فقرة بطريقة تساهم في تجانس الإيقاع.
- يجب أن تتمتع الكلمات والمفردات المستخدمة بسهولتها، بحيث تكون مألوفة وغير معقدة للقارئ.
- على كل جملة وفقرة أن تشير إلى معنى مختلف، مما يعني تجنب تكرار نفس المعنى.
- للحصول على سجع جذاب، ينبغي أن تكون الألفاظ متماشية مع المعاني وليس العكس.
للسجع في التعبير أهمية واضحة، حيث يعطي الكلام نغمة موسيقية تجذب انتباه القارئ، وتساعد في توضيح الفكرة.
من أهميته هو أنه يعزز قوة الكلام وأثره، لذلك يُستخدم بشكل شائع في الحكم والأمثال والشعر.
أنواع السجع
يُعتبر السجع العمود الفقري للقصيدة، وهو الذي يدعم تدفق الصور والأفكار فيها.
كما يعد السجع الإيقاع الموسيقي الذي يُميز الشعر عن النثر.
- السجع الطويل يتراوح بين 11 إلى 15 لفظة.
- السجع القصير يعني أن السجعتين تحتويان على عدد قليل من الكلمات، وكلما قل عدد الألفاظ زاد جمال السجع.
- السجع المتوسط يقع بين الطويل والقصير.
- سجع الترصيع هو توافق جميع الكلمات بداخلها، أو توافق كلمات جملة مع جملة أخرى في الوزن والقافية.
- السجع المتوازي يتعارض مع سجع الترصيع، حيث تختلف الجملة الأولى عن الثانية في الكلمتين الأخيرتين فقط.
- سجع متطرف يعني اختلاف الفقرتين في الوزن.
الجناس في اللغة العربية
يعرف الجناس بأنه تشابه لفظين واختلافهما في المعنى، ويكثر استخدامه في الأدب والشعر العربي، وهو يندرج تحت الفنون اللفظية دون تكلف.
الجناس هو نوع من البديع اللفظي، حيث تتوافق الكلمتان في اللفظ مع اختلاف المعنى.
أنواع الجناس تشمل الجناس التام والجناس الناقص، ويختلفان في بعض الخصائص:
حيث في الجناس التام تتشابه حروف الكلمتين من حيث الهيئة والنوع والعدد والترتيب، كما تتوافق الحركات بينهما.
التشابه في النوع يعني أن الحرف من نوع معين، مثل باء أو تاء. في الجناس التام، تتفق الكلمتان في عدد الحروف وترتيبها مع اختلاف المعنى.
بينما الجناس الناقص يتعارض مع الجناس التام، حيث يحدث اختلاف في الحروف من حيث النوع أو الهيئة، مع الحفاظ على الاختلاف في المعنى، ولهذا سُمي “ناقصا” بسبب عدم وجود تطابق تام في الحروف.
أنواع الجناس من حيث الاستخدام
يُستخدم الجناس التام أقل من الجناس الناقص، حيث يتطلب الجناس التام لغة قوية وكاتب متمكن يتمكن من توظيف الكلمات المتجانسة لفظاً والمختلفة معنوياً.
تعتبر كلمات الجناس الناقص أكثر شيوعاً، لذا يسهل استخدامها، وهذا لا يعني أنها سهلة، بل إن العثور على كلمتين متشابهتين في الجناس الناقص يكون أسهل من العثور على جناس تام.
مثال على الجناس التام يكون في قولهم: “إذا الخيل جابت قسطل الحرب صدعوا صدور العوالي في صدور الكتائب.”
أما الجناس الناقص، مثل قوله تعالى: “والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق.”
الفرق بين السجع والجناس والطباق
توجد العديد من المصطلحات البلاغية، بخلاف السجع والجناس، التي تتشابه في بعض الجوانب. سنعرض توضيحًا لجوانب هذه المصطلحات:
- الطباق: تجميع بين متضادين في نفس الكلام، مثل “أنه هو أضحك وأبكى.”
- المقابلة: استخدام معنيين أو أكثر متوافقين في الحديث، مثل “فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى.”
- السجع: توافق الحرف الأخير بين كلمتين في النثر، مثل الدعاء: “اللهم أعط ممسكا تلفا وأعط منفقا خلفا.”
- الجناس: تشابه بين كلمتين في اللفظ واختلاف في المعنى، مثل “صليت المغرب في المغرب.”
الفرق بين السجع والجناس والترسل
بعد معرفتنا بالفروق بين السجع والجناس، يأتي دور مفهوم “الترسل”.
الترسل أو الاسترسال هو نوع من الكلام الذي لا يشترط فيه التطابق، فهو كلام مرسل لا يحتاج إلى توازن في عدد الكلمات أو إيقاع.
لا تتطلب الكتابة في التراث وجود قافية، مما يتيح لأي شخص التعبير بالطريقة التي يشاء، دون الحاجة لقيود على الكلمات أو تشابه الحروف.
بخلاف السجع والجناس اللذين يتطلبان مهارة خاصة لإبداعهما، حيث يُستخدمان بشكل خاص في الشعر.