الحكمة من خلق الكون تعد من الأمور التي أشار إليها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، حيث قال: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون). من هذا نستنتج أن الله لم يخلق الخلق عبثًا، بل لأجل حِكمة عميقة وواضحة. وقد أثبتت النصوص الشرعية وأيضًا العقل وجود هذه الحكمة، وسنقوم الآن بتوضيحها بشكل أكبر.
الحكمة من خلق الكون
- لقد خلق الله سبحانه وتعالى كل من الإنسان والحيوانات والسماء والأرض بغرض سامٍ، إذ تنبثق الحكمة من خلقهم فيما يتعلق بحياتهم في الدنيا والآخرة.
- كذلك، جعل الله من الإنسان خليفةً له في الأرض، وكان الابتلاء هو المقصود من هذا الاستخلاف، بينما تركز الحكمة الأساسية في التعرف على الله وعبادته.
- وقد أراد الله أن تكون العبادة وفق منهجية تتماشى مع إرادته عز وجل، فبعث الرسل بالرسالات ليعلموا البشرية أن الإنسان مملوك لله تعالى.
- كما يُعرف الإنسان أنه سيعود إلى ربه، حيث سيحاسب على أعماله، وينتهي به المطاف إما إلى الجنة أو النار، بحسب أعماله ورحمته سبحانه.
الابتلاء كغاية للاستخلاف
- خلق الله الإنسان لعبادته، ووضع الابتلاء في مرتبة عالية من مقاصد الخلق، كي يُختبر إيمانه ويساهم في تقييمه. لذا، تعتبر الدنيا مكانًا للعمل والكد، وهو ما يُحذر منه الإنسان بأنه سيواجه الحساب على كل قولٍ وفعل.
- كما قال الله سبحانه وتعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور). وفي إطار الابتلاء، يظهر إيمان الفرد وعمق معرفته بربه، مما يساعده على فهم المهمة التي خلق لأجلها.
- إن الإيمان بالتوحيد هو الركيزة الأساسية التي ينبغي أن يعتنقها الإنسان، وينبغي له أن يبتعد عن الشرك كما يبتعد عن النار.
ويمكنكم أيضاً استكشاف:
معرفة المخلوقات لخالقها
- لقد أودع الله سبحانه وتعالى العديد من العجائب في الكون، والتي قد تكون فوق تصورات العقل البشري. عندما يتأمل الإنسان في هذه العجائب، قد يجد صعوبة في استيعابها، مما يتيح له إدراك عظمة الله وقدرته، ويجعله يسبح ويشكر الله.
- الكون مليء بالكواكب والمجرات والنجوم التي تتجاوز المعايير الحسية، وكل هذه العجائب تشهد على وجود خالق عظيم. ومن هنا، يتعرف الإنسان على ربه بشكل أفضل، مما يقوده نحو التوحيد، وهذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسعادة الإنسان في الدارين.
عبادة الله الواحد الأحد
عبادة الله تعني القيام بكل ما يُرضيه، مثل إقامة الصلوات في أوقاتها، والصيام خلال شهر رمضان، وإخراج الزكاة للفقراء والمحتاجين، وأداء فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلاً.
عند التمعن في هذه العبادات، سنجد أنها تصب في مصلحة الإنسان وأن الله لم يفرضها إلا لأغراض وحكم عظيمة تعود بالنفع على الإنسان، مما يبين أن العبادة هي الغاية الأسمى وراء وجود الإنسان.