موضوع مقالنا اليوم هو “إعراب اسم التفضيل بالتفصيل”. تعد مسألة إعراب اسم التفضيل إحدى الموضوعات التي يعاني البعض من صعوبة في فهمها. في هذا المقال، سنتناول إعراب ما يلي اسم التفضيل، بالإضافة إلى تمارين وأساليب وأحوال اسم التفضيل.
إعراب اسم التفضيل بالتفصيل
على سبيل المثال: “الفهم أفصل من الحفظ”.
إذا قمنا بتحليل هذه الجملة، نجد أن “أفضل” هو اسم مشتق على وزن “أفعل”، ومؤنثه هو “فعلى” “فضلى”. يشير هذا الاسم إلى وجود صفتين مشتركتيْن بين شيئين، وهما الفهم والحفظ، حيث يتفوق الفهم على الحفظ في تلك الصفة.
أركان أسلوب التفضيل
- اسم التفضيل: وهو “أفضل”.
- المفضل: وهو “الفهم”.
- المفضل عليه: وهو “الحفظ”، والذي جاء مجرورًا بـ “من”.
نفس الشيء يمكن تطبيقه على مثال آخر: “الشمس أكبر من القمر”. هنا، “أكبر” هو اسم مشتق على وزن “أفعل” ومؤنثه هو “كبرى”. توضح هذه الجملة أن الشمس والقمر يشتركان في صفة الكبر، حيث تتفوق الشمس على القمر في هذه الصفة. وبالمثل، أحتاج إلى التأكيد على أركان أسلوب التفضيل:
- اسم التفضيل: وهو “أكبر”.
- المفضل: وهو “الشمس”.
- المفضل عليه: وهو “القمر”، الذي جاء مجرورًا بـ “من”.
شروط صياغة اسم التفضيل
عند قولنا “كبر” يصبح “أكبر”، فإن اسم التفضيل قد تم صياغته مباشرة من الفعل “كبر” لأنه فعل متصرف، وقابل للصياغة وهو فعل ثلاثي، ومبني للمعلوم. وبالتالي، تتوافر فيه الشروط اللازمة. ولكن إذا فقد الفعل أحد هذه الشروط، فإنه يمكن صياغة اسم التفضيل بطريقة غير مباشرة كما في الأمثلة التالية:
في حالة الفعل “ارتفع”، الذي يعتبر فعلًا خماسيًا، سنقوم بإيجاد اسم التفضيل المناسب من فعل مساعد يحقق الشروط، بحيث يأتي بعده المصدر الصريح للفعل الأصلي منصوبًا على التمييز، مثل:
- “الشمس أكثر ارتفاعًا من القمر”.
- اسم التفضيل: أكثر ارتفاعًا.
- المفضل: الشمس.
- المفضل عليه: القمر.
لذا، إذا كان الفعل غير ثلاثي كالفعل “ارتفع” الذي يُعتبر خماسيًا، نقوم بإيجاد اسم التفضيل المناسب من الفعل المساعد المستوفي للقواعد.
كمثال، الفعل “كثر” يأتي من “أكثر”، ونستخدم المصدر الصريح للفعل الأصلي “ارتفع ارتفاعًا”. وبالتالي، نقول “الشمس أكثر ارتفاعًا من القمر”.
عندما نتحدث عن الفعل “حمر”، نجد أنه ينتمي للشروط المطلوبة، حيث يأتي الاسم منه على وزن “فعلاء” (أحمر حمراء). إذا أردنا صياغة اسم التفضيل المناسب، سنستخدم الفعل المساعد ويمكن القول: “الشمس أشد حمرة من القمر”.
- اسم التفضيل: أشد حمرة.
- المفضل: الشمس.
- المفضل عليه: القمر.
مثلما ذكرنا، إذا كان الفعل ناقصًا كالقول “أصبح”، سنأتي بصفة التفضيل المناسبة من الفعل المساعد ليتم صياغتها وفقًا للشروط، مثل:
- “النهار أشد إصباحًا من الغروب”.
- اسم التفضيل: أشد إصباحًا.
- المفضل: النهار.
- المفضل عليه: الليل.
حالات ما بعد اسم التفضيل
إذا كان الفعل ناقصًا، كما تم توضيحه، يجب علينا اتباع نفس القواعد الخاصة بصياغة اسم التفضيل المناسب والفعل المساعد. في حالة استخدام الفعل المبني للمجهول، على سبيل المثال، نستخدم اسم التفضيل المناسب ونضم إليه المصدر المؤول، مثل:
- “الشمس أحق أن تُحب”.
- اسم التفضيل: أحق أن تُحب.
- المفضل: الشمس.
- المفضل عليه: محذوف.
إذا كانت الجملة تتعلق بفعل منفي، مثل “ما ينسى”، فإنها أيضًا تتطلب إجراءات مشابهة للصياغة:
- “الشمس أولى ألا ينساها أحد”.
- اسم التفضيل: أولى ألا ينساها.
- المفضل: الشمس.
- المفضل عليه: محذوف.
كما يجب أن نلاحظ أن بعض الأفعال مثل “عسى” و “نعم” لا يمكن صياغة اسم التفضيل منها، إذ لا يتم تفضيل الفعل عند الموت أو الهلاك. على سبيل المثال، “خير الناس أنفعهم للناس”، حيث “خير” هو اسم تفضيل تم حذف همزته لكثرة الاستخدام.
حالات اسم التفضيل
يسجل استعمال اسم التفضيل أربع حالات:
- أن يكون مجردًا من “أل” أو الإضافة.
- مضافًا إلى نكرة.
- مضافًا إلى معرفة.
المجرد من “أل” المضاف إلى معرفة
- بمثال: “أنت أكرم من أبيك”، حيث يجب أن يبقى اسم التفضيل “أكرم” مجردًا من “أل” والإضافة، ويتعين إفراده وتذكيره.
المضاف إلى نكرة
مثل الجملة: “هذا البستان أجمل بستان”، حيث يكون اسم التفضيل مضافًا إلى نكرة، مما يستلزم إفراده وتذكيره.
المحلى بـ “أل”
في الأمثلة مثل “المسجد الأكبر مريح”، يكون اسم التفضيل “أكبر” محلى بـ “أل”، ويجب التوافق بينه وبين المفضل في العدد والنوع.
المضاف إلى معرفة
كما في الأمثلة: “خديجة أفضل النساء”، نجد أن اسم التفضيل “أفضل” مضاف إلى معرفة، مما يتيح إمكانية إفراده وتذكيره أو مطابقته للمفضل في العدد والنوع.
عمل اسم التفضيل
يرفع اسم التفضيل ضميرًا مستترًا فيه وهو فاعله، كما في جملة “الحرير أغلى من القطن”، حيث يأتي اسم التفضيل “أغلى” مرفوعًا فاعلًا ضميريًا مستترًا، ولكن يمكن أيضًا أن يأتي مع فاعل ظاهر كما في الجملة: “ما من أرض أجود فيه القطن منه في أرض مصر”.