تُعتبر التربة الرملية أحد الأنواع الرئيسية للتربة التي تتميز بعدة خصائص ومكونات تجعلها فريدة. وتعتمد أهمية التربة على هذه الخصائص وتأثيرها على الزراعة والهندسة المدنية.
في هذا المقال، سنستعرض مكونات التربة الرملية وخصائصها الحيوية بالإضافة إلى معلومات ضرورية حول هذا النوع من التربة.
مكونات التربة الرملية
تشكلت التربة الرملية نتيجة عملية تفكك الصخور بفعل التعرية، حيث تحتوي على نسب متفاوتة من المواد العضوية. بينما قد تحتوي أحيانًا على نسب مرتفعة، غالبًا ما تكون منخفضة بشكل عام.
حيث تتراوح نسبة المواد العضوية في التربة الرملية بين 15% و35%، مما يجعلها أقل من نسبة المواد العضوية الموجودة في التربة الطينية. وتتمتع بالتالي بملمس خشن.
تُعتبر معرفة نسبة المواد العضوية في التربة أمرًا جوهريًا، حيث تؤثر هذه النسبة على كيفية استخدام التربة بشكل فعال.
خصائص التربة الرملية
- عادةً ما تكون التربة الرملية جافة، حيث تفتقر إلى العناصر الغذائية الضرورية. كما أنها جافة بسرعة بسبب انخفاض محتواها من تلك العناصر.
- تمتاز أحيانًا بقدرتها على نقل المياه من الطبقات الأعمق إلى الأجزاء العليا من النبات عبر الأنابيب الشعرية.
- لكن في بعض الحالات، قد تفتقر إلى هذه القدرة، مما يمنع حدوث انتقال المياه.
- للحفاظ على رطوبة التربة الرملية، يُنصح بإضافة مواد عضوية لتزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالمياه والمغذيات.
- تتميز التربة الرملية بوزنها الخفيف، مما يسهل تصريف المياه بفاعلية ويقلل من فرص احتجازها لفترات طويلة.
- هذه المشكلة، المتمثلة في سرعة تصريف المياه، قد تؤدي إلى تقليل خصوبة التربة، مما يدفع بعض المزارعين لمعالجة هذه القضية.
- يمكن تحقيق ذلك من خلال إضافة الأسمدة، التي توفر بيئة مناسبة لنمو النباتات.
لا تفوت قراءة:
بنية التربة الرملية:
- من المُهم بشكل أساسي تحديد بنية التربة عبر قياس حجم الجزيئات المعدنية التي تدخل في تركيبها.
- الرمل هو العنصر الرئيسي للتربة الرملية، ولذلك تُسمي بهذا الاسم.
- يتراوح حجم الرمل من 0.05 إلى 2 ملليمتر، بينما تتراوح جزيئات الطمي من 0.002 إلى 0.05 ملليمتر، مما يجعلها أصغر حجمًا.
- تتميز التربة الرملية بتهويتها الجيدة نظرًا للفراغات الكبيرة بين الجزيئات.
- كما أن هذه الخصائص تسهم في الحفاظ على صحة جذور النباتات، مما يمنع تعرضها للتلف أو الجفاف.
قدرة التربة الرملية على الاحتفاظ بالرطوبة
تفتقر التربة الرملية إلى القدرة على الاحتفاظ بالماء، فهي تحتوي على حبيبات رمل أكبر، مما يؤدي إلى وجود فتحات في التربة، مما يُسهل تسرب الماء.
بالمقابل، تتمتع التربة الطينية بجزيئات أصغر، مما يقلل من الفراغات بين العناصر، ويزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالماء. وذلك يعود إلى أن مقاومتها للماء أعلى، ما يجعلها تمتص الماء بشكل أفضل من التربة الرملية.
أحد الأسباب الأخرى لزيادة قدرة الاحتفاظ بالماء في التربة الطينية هو حجم المسامات الأصغر مقارنة بجزيئات الرمل.
يمكن أن تملأ المياه هذه المسامات، مما يسمح بانتظار الجذور لامتصاصها.
المواد العضوية وعلاقتها بنوع التربة
- تعتبر المواد العضوية عنصرًا حيويًا عند مناقشة التربة بشكل عام.
- فهي تلعب دورًا أساسيًا في مد التربة بالرطوبة اللازمة لأداء مهامها، وتساعد في زراعة النباتات التي تحتاج إلى رطوبة عالية.
- كما تسهم المواد العضوية في جعل بنية التربة الرملية أكثر نعومة وخفة.
- مما يساعد في نمو الجذور بشكل كبير، كما تُغذي النباتات بالمواد الغذائية أثناء التحلل.
الاحتفاظ بالمواد المغذية في التربة الرملية
تعاني التربة الرملية من نقص في المواد الغذائية بسبب حجم الفراغات الكبيرة بين الجزيئات.
مما يؤدي إلى تسرب تلك المغذيات وعدم قدرتها على البقاء لفترة طويلة، بعكس الحال في التربة الطينية.
كون أن التربة الطينية يمكنها الحفاظ على المواد العضوية المغذية باستخدام عمليات كهربائية وكيميائية، فإن هذه المواد تلعب دورًا رئيسيًا في نمو النباتات.
نظرًا لأن التربة الرملية أقل تماسكًا من التربة الطينية، فإن الاستفادة من المغذيات والمواد العضوية تكون أكبر بكثير في التربة الطينية مقارنة بالتربة الرملية.
تحسين التربة الرملية
- تعد التربة الرملية تربة فقيرة بالمغذيات والمواد العضوية.
- ومع ذلك، هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسينها.
- هناك اقتراح يقضي بزيادة نسبة المواد الغذائية والمواد العضوية.
- وذلك يؤدي إلى زيادة نمو النباتات المتنوعة، عبر إضافة أنواع من الأسمدة، سواء كانت عضوية أو كيميائية.
- ومع ذلك، ليس دائمًا يعتبر استخدام السماد الحل الأمثل، نظرًا لتحلله السريع.
- في هذا السياق، تبرز طريقة فعالة لتحسين محتوى المادة العضوية بشكل مستمر.
- تتمثل هذه الطريقة في إضافة الفحم الحيوي إلى التربة، حيث أثبت فعاليته الكبيرة في تعديل خصائص التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالمغذيات والمواد العضوية.
أصناف تزرع في التربة الرملية
هناك عدة أصناف يمكن زراعتها في التربة الرملية، ومنها:
الجزر:
يحتاج الجزر إلى تربة تُعتبر رخوة وسهلة الحركة، حيث يمتلك جذورًا طويلة ومتفرعة تحتاج إلى تربة سهلة الاختراق.
التربة الرملية تُحقق هذه الخصائص بشكل أفضل مقارنةً بالتربة الطينية، حيث إن كثافتها تُصعب اختراق الجذور.
الفجل:
يشبه الفجل الجزر إلى حد كبير، إذ يمتلك جذور طويلة ومتفرعة تحتاج إلى التغلغل في التربة لتنمو بشكل جيد.
لذا، يُفضل زراعته في التربة الرملية بفضل المسافات الواسعة بين جزيئاتها.
البطاطا:
تحتوي البطاطا على نسبة حموضة مرتفعة، والتربة الرملية تُساعد على حماية البطاطا من الإصابة بجرب الخضروات.
كما تُعتبر خيارًا ممتازًا لزراعتها بسبب طبيعة جذورها.
الطماطم:
تعتبر التربة الرملية موطنًا مثاليًا لزراعة الطماطم، لأنها عادةً ما تكون معرضة لأشعة الشمس، والطماطم تحتاج إلى حرارة وضوء جيدين.
الذرة:
تحتاج الذرة إلى تربة رخوة لتسهيل تصريف المياه، كونها من النباتات الصيفية التي تحتاج إلى مياه وفيرة.
وبذلك، تُعتبر التربة الرملية خيارًا مناسبًا لزراعة الذرة.
البطيخ:
يحتاج البطيخ إلى فترة طويلة للنمو وإلى حرارة دافئة وتربة جافة.
فتعتبر هذه الخصائص من السمات البارزة للتربة الرملية، مما يجعلها خيارًا مناسبًا لزراعتها.