تعتبر الخدمة الاجتماعية في القطاع التعليمي جزءًا أساسيًا من برامج كليات ومعاهد العمل الاجتماعي، حيث تعتمد هذه الكليات على تطوير أسلوب يجمع بين التدريب النظري والتطبيقي للأخصائيين الاجتماعيين. يهدف هذا التدريب إلى تمكينهم من اكتساب الخبرات والمعارف والمهارات اللازمة لأداء مهامهم بفعالية في مجال الخدمات الاجتماعية.
تاريخ نشأة الخدمة الاجتماعية
- بدأت الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية كاستجابة لمجموعة من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية التي شهدتها البلاد، مما أسفر عن ظهور احتياجات متنوعة في المجتمع.
- تزايدت هذه الاحتياجات مع مرور الوقت، مما أدى إلى تصاعد دور الخدمة الاجتماعية في التعامل مع قضايا معقدة.
- ومع نجاح هذه المهنة في تأدية دورها بالمجتمع الأمريكي، تم استنساخها وانتقالها إلى مناطق أخرى من العالم، حيث بدأت تتوسع لتشمل عدة قطاعات مثل الصحة، الأسرة، التعليم، وغيرها.
فروق الدور بين الأخصائي الاجتماعي والمعلم
- يتميز دور الأخصائي الاجتماعي بأنه ذو طابع دائم وغير محدد بجدول زمني، بعكس المعلم الذي يتقيد بمضمون الحصص الدراسية.
- الأخصائي الاجتماعي يتفاعل بصورة مستمرة مع القضايا الاجتماعية والنفسية الخاصة بالطلاب سواء داخل المدرسة أو خارجها طيلة العام الدراسي.
- خدماته تتضمن الدعم الفردي والجماعي لمساعدة الطلاب في مواجهة التحديات التي تعرقل مشاركتهم الفعالة في الليل والمجتمع.
- كما يسعى إلى تحسين سلوكيات الطلاب وتعزيز قدرتهم على التكيف مع بيئاتهم الاجتماعية مما يساهم في تحسين مستوى معيشتهم.
الدور الاجتماعي للمدرسة
- تتحدد وظائف المدرسة وفق احتياجات المجتمع، حيث تتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى وتعمل على دعمها.
- بينما كانت المدرسة في بداياتها مؤسسة تعليمية بحتة، توسع دورها ليشمل مجالات جديدة نتيجة تراجع دور بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى.
- علي سبيل المثال، فقد حملت المدرسة عبء التنشئة الاجتماعية بسبب تراجع دور الأسرة في هذا الإطار نتيجة تفكك القيم الاجتماعية.
- تسهم المدرسة بدور أكبر في الوظائف التربوية والاقتصادية والاجتماعية، مع دخول الخدمة الاجتماعية ضمن هيكلها لإيجاد حلول لدعم الطلاب وتحسين أدائهم.
- تساعد برامج الأخصائي الاجتماعي الطلاب على مواجهة التحديات المادية والمعنوية التي تطرأ على حياتهم.
فهم الخدمة الاجتماعية
- من المسلم به أن المدرسة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي كيان تربوي له دور اجتماعي فعال يجب أن يتفاعل مع المجتمع المحلي.
- تساهم المدرسة في تهيئة الأعضاء للاندماج في الحياة الاجتماعية والمساهمة الإيجابية في تنميتها.
- ولذا يجب علينا توضيح مفهوم الخدمة الاجتماعية في البيئة المدرسية لكي نتمكن من تناول دورها بشكل أعمق لاحقًا.
نظريات الخدمة الاجتماعية وفلسفتها
- تساعد النظريات والفلسفات الخاصة بالخدمة الاجتماعية الطلاب في الاستفادة من موارد المدرسة وتمكنهم من التعامل مع الصعوبات المختلفة والمشاركة الفاعلة في الحياة المدرسية.
- تشمل هذه الجهود المهنية الأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي لتحقيق الأهداف التعليمية المعاصرة.
- تعمل على تنمية الشخصية وتقديم الفرص وإثراء التجارب بما يتناسب مع مهارات وقدرات كل طالب.
- تعزز هذه الجهود إشباع احتياجات الطلاب العاطفية والاجتماعية مما يسهم في تحسين علاقاتهم بمحيطهم.
فعالية العمل المهني للأخصائي الاجتماعي
- يصبح النشاط المهني للأخصائي الاجتماعي في المدرسة ركيزة أساسية في دعم الطلاب لمواجهة مشكلاتهم وإزالة العقبات التي تعترض سبيلهم الأكاديمي.
- يهدف ذلك إلى ضمان استفادة الطلاب من الموارد المتاحة ومساعدتهم على أداء دورهم الاجتماعي بشكل طبيعي آمن.
- تتمثل مهام الأخصائي في مساعدة الأفراد على التكيف مع المصاعب والمساهمة الفعالة في المجتمع.
- كما يسهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين سلوكياتهم لتمكينهم من تحقيق التكيف المطلوب مع محيطهم.
الخدمة الاجتماعية في المدرسة
- تعتبر الخدمة الاجتماعية في المدرسة جزءًا من العملية التعليمية، حيث تهدف إلى دعم الطالب كحالة فردية وكعنصر فعّال في المجتمع.
- تكمن مهمتها في تحقيق نمو شخصي متوازن وتعزيز التجربة التعليمية لدى الطلاب.
- تساعد الخدمة الاجتماعية في تعزيز القيم الاجتماعية من خلال تنمية الاستجابة الإيجابية والحياة التفاعلية للطلاب.
- تعمل على تقديم الخبرات اللازمة لتسلح الطلاب بالمعرفة لمواكبة حياة اجتماعية أفضل.
- تساهم في تعديل سلوكيات الطلاب وتمكنهم من التوافق الاجتماعي المناسب.
- تتيح لهم التعرف على قدراتهم ومهاراتهم وتنميتها لتحقيق أفضل نتائج ممكنة.
- تعتبر الخدمة الاجتماعية جسرًا يربط الطلاب بالمجتمع بهدف تحسين الرفاه الاجتماعي.
أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية
- يكتسب الطلاب من خلال الخدمة الاجتماعية مجموعة من المهارات والمعرفة التي تشمل:
- تنمية الاتجاهات الإيجابية مثل:
- الإيمان بالقيم الدينية والتعاون مع الآخرين.
- الانتماء للمجتمع وتعزيز العمل الجماعي.
- القدرة على القيادة وتحمل المسؤولية والتفكير الواقعي.
- تنمية القدرة على مواجهة المشكلات.
- يكتسب الطلاب مهارات فنية وفكرية تساعدهم على فهم أنفسهم ومجتمعهم.
- ترتبط هذه الجهود بخطة التنمية الوطنية التي تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا وتعمل على تعزيز تنمية إيجابية تلبي احتياجات جميع الطلاب.
- تساهم في التواصل بين المدرسة والمجتمع لفهم القضايا المحلية.
تعريف الأخصائي الاجتماعي المدرسي
- يُعرف الأخصائي الاجتماعي في البيئة التعليمية بالشخص الملتزم الذي ينفذ مهامه التعليمية وفقًا لمبادئ الخدمة الاجتماعية.
- يهدف هذا التخصص إلى دعم الطلاب الذي يعانون من صعوبات في التعلم ورفع قدرة المدرسة على تحقيق أهداف تربوية مستقبلية.
- أما بالنسبة للأخصائي الاجتماعي، فوظيفته تتطلب أن يكون مدربًا فنيًا ومسؤولاً عن مساعدة الطلاب للتكيف مع البيئة التعليمية.
أساليب الخدمة الاجتماعية في المدارس
- تستخدم الخدمة الاجتماعية في المدارس مجموعة من النظريات والأساليب التي يسهم الأخصائي الاجتماعي في تعزيزها.
- سنتناول هنا دور الأخصائي الاجتماعي في معالجة قضايا الطلاب.
1- أسلوب خدمة الجماعة
- تعتبر المدرسة بيئة اجتماعية تعمل على تعليم الطلاب وتعزيز تطورهم الاجتماعي والشخصي.
- تساهم المجموعات المدرسية في تشكيل شخصية الطلاب، لذا من الضروري تنظيم حياة المدرسة بشكل فعّال.
- داخل المدرسة، يتم تشكيل مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تتيح للطلاب التعبير عن اهتماماتهم وتنمية مهاراتهم.
- يساعد الأخصائي في تشكيل هذه المجموعات وتوجيه نشاطاتها لتحقيق الأهداف المرجوة.
- ملخص دور الأخصائي الاجتماعي يتجلى في:
- التخطيط لتنظيم الأنشطة المختلفة.
- تحديد الموارد المطلوبة لكل مجموعة.
- دعوة الطلاب للانضمام إلى الأنشطة المختلفة.
- الإشراف على انتخاب هيئات قيادية للمجموعات.
- جمع البيانات المتعلقة بأنشطة المجموعات.
- تقديم المساعدة اللازمة للقادة لتحقيق الأهداف.
2- طريقة تنظيم المجتمع
- تتيح هذه الطريقة توضيح دور الأخصائي الاجتماعي في تنسيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع.
- يعمل الأخصائي مع مجموعة من المنظمات مثل مجالس الآباء والمعلمين لتحقيق هذه العلاقة.
- تتمثل واجبات الأخصائي في:
- المساعدة في إنشاء منظمات جماعية داخل المدرسة.
- تنفيذ البرامج الحيوية لهذه المنظمات.
- تحديد القيادة اللازمة لتلك المنظمات.
- تحضير الاجتماعات اللازمة للهيئات المختلفة.
- تخطيط وتنفيذ برامج الخدمة العامة لدعم المجتمع.
- تعزيز الروابط بين المدرسة والمجتمع المحلي.
توافق الطلاب
- يتحقق توافق الطلاب من خلال عدة مسارات تشمل:
- استغلال أساليب الخدمة الاجتماعية لتدريب الطلاب على مواجهة التحديات.
- توجيه الطلاب نحو قدرة التوافق مع بيئتهم التعليمية والاجتماعية.
- يتطلب منهج الخدمة الاجتماعية تطوير برامج فاعلة تعالج قضايا التوافق والصعوبات.
- كشف المشاكل التعليمية والاجتماعية يحتاج إلى مواجهة مباشرة لتحسين الأوضاع.
- الصعوبات الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على التحصيل الأكاديمي والتواصل الاجتماعي.
مهام الأخصائي
- يأتي دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة بتوجهات أساسية تشمل:
- المساهمة في تطوير مهارات الطلاب للاستفادة من قدراتهم وموارد البيئة المحيطة بهم.
- تذليل الصعوبات الأكاديمية والاجتماعية التي تواجه الطلاب.
- مساعدة الطلاب في الحصول على الدعم المالي إذا اقتضت الحاجة.
- توفيرة الدعم المعنوي لتمكين الطلاب من التعامل مع مشاكلهم بفعالية.
- العمل على تعديل السلوكيات بغرض تحقيق التوافق الاجتماعي المطلوب.
خصائص الأخصائي الاجتماعي
- يجب على المسؤولين في مجال الخدمة الاجتماعية تحديد معايير ومبادئ واضحة لدور الأخصائي الاجتماعي بالمدارس.
- ينبغي أن يتمتع الأخصائي بمهارات تطبيقيّة وسلوكيات إيجابية تعكس التزامه بمهنته.
- يعتمد نجاح الأخصائي على خبرات عملية متينة ورغبة في التعلم والتطوير الذاتي.
- تسعى الكليات المعنية بتدريب الأخصائي الاجتماعي لتقديم برامج تعليمية مهنية تتناسب مع احتياجات المجتمع.
- يجب أن يسهم الأخصائي في تحسين الأداء الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع.
التطورات في خدمات الخدمة الاجتماعية
- من الضروري متابعة التطورات في مجال الخدمة الاجتماعية وتحديد استراتيجية لتحقيق الأهداف المرتبطة بها.
- يجب تعزيز أهمية الخدمة الاجتماعية المدرسية وزيادة التمويل المخصص لها لضمان نجاح البرامج.
- تظهر حاجة المجتمع للأخصائي الاجتماعي إلى تحسين وضعيته في المدرسة لضمان جودة المخرجات التعليمية.
- يتطلب الأمر تعزيز المشاركة الفعالة للأخصائي الاجتماعي في مختلف الأنشطة لتحقيق الأثر المنشود.
- ينبغي الاهتمام بمكانة الأخصائي الاجتماعي لضمان تحقيق رضا وظيفي ينعكس بالإيجاب على أدائه.