أنواع الغضب
فهم نوع الغضب الذي يختبره الفرد يساعده في تحديد الوسائل والاستراتيجيات المناسبة للتحكم في مشاعره. فيما يلي أبرز عشرة أنواع من الغضب الأكثر شيوعاً:
الغضب الحازم
يُعرف الغضب الحازم (بالإنجليزية: Assertive Anger) بأنه نوع من الدبلوماسية، حيث يتسم الشخص الذي يشعر بهذا النوع من الغضب بالهدوء والاستقامة. يُنظر إليه على أنه شخص مسيطر وحازم وذو مرونة سريعة أثناء المنازعات والظروف المحبطة. فهو لا يميل إلى الإهانات أو العنف، بل يسعى إلى مواجهة الأمور بطريقة بناءة. هذا النوع من الغضب يمكن أن يسهم في تحويل مشاعر الإحباط إلى دافع للتغيير الإيجابي، مما يجعله أكثر الأنواع إيجابية. على سبيل المثال، قد يقوم الشخص بإبلاغ الآخرين بشكل مباشر وصادق عن سلوكه الذي أثار غضبه، مع الحفاظ على احترام ذاته. يدعم هذا النوع من الغضب فكرة أن الشخص مسؤول عن حماية حقوقه، مع الحفاظ على احترام الآخرين.
تكمن القيمة الحقيقية للغضب الحازم في مراعاة مصالح الآخرين في الوقت الذي يدافع فيه الشخص عن حقوقه واحتياجاته.
الغضب السلوكي
الغضب السلوكي (بالإنجليزية: Behavioral Anger) يعبر عنه الشخص بشكل جسدي، وغالباً ما يكون بصورة عدوانية، حيث يسيطر عليه مشاعر الغضب التي تؤدي به أحياناً للاعتداء الجسدي أو تدمير الأشياء من حوله. يُعتبر هذا النوع شائعاً بين الأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية أو سلوكية مثل اضطراب طيف التوحد، ونقص الانتباه، والقلق، وتوتر ما بعد الصدمة. لذلك، من النادر أن يتعرض شخص سليم لهذا النوع من الغضب، ووجب البحث في الأسباب الجذرية عند حدوثه.
يواجه الأفراد الذين يعانون من الغضب السلوكي نوبات دورية من الغضب، غالباً دون سبب واضح. هذه النوبات قد تستمر لفترات طويلة، مما يؤثر سلباً على حياتهم وعلاقاتهم. قد يلجأ الشخص إلى المخدرات أو الكحول كوسيلة للتعامل مع مشاعره، وبالتالي يحتاج إلى مساعدة مختصة في العلاج السلوكي.
الغضب المزمن
الغضب المزمن (بالإنجليزية: Chronic Anger) هو شعور دائم بالاستياء تجاه العالم، ينشأ غالباً من إحباط الشخص تجاه نفسه أو الظروف المحيطة. في الكثير من الأحيان، تكون جذور هذا النوع من الألم مرتبطة بأحداث مؤلمة لم يتم التغلب عليها. يستخدم الأفراد الغضب كوسيلة لحماية أنفسهم من الألم، مما يمنعهم من مواجهة مشاعرهم الحقيقية ونتائجها المترتبة على شخصيتهم.
على سبيل المثال، يُظهر الغضب المزمن في تعليقات غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تبعدهم عن التفكر في الإيجابيات لدى الآخرين أو أنفسهم. هذا الخلط في المشاعر قد يمنعهم من أن يصبحوا أشخاصاً أكثر فهمًا ورحمة.
الغضب الحُكمي
الغضب الحُكمي (بالإنجليزية: Judgmental Anger) ينتج عن أسباب منطقية مثل الظلم أو خطأ شخص آخر، مما يجعل الشخص يشعر بأنه يمتلك مبرراً لغضبه. غالباً ما ينظر الشخص إلى نفسه من منظور أخلاقي متفوق، مما يدفعه إلى توجيه النقد الحاد للآخرين دون مشاعر ذنب، وقد يكشف ذلك عن نوايا أخرى غير طيبة أحياناً.
الغضب القاهر
الغضب القاهر (بالإنجليزية: Overwhelmed Anger) هو حالة يصعب التحكم بها، تنشأ عادةً من مشاعر اليأس والإحباط الناتجة عن مواقف أو ظروف خارجية، كأن يكون الشخص مثقلاً بالمسؤوليات أو يواجه ضغوطات معظمها غير قابلة للتكيف.
الغضب السلبي العدواني
الغضب السلبي العدواني (بالإنجليزية: Passive Aggressive Anger) يتمثل في التعبير غير المباشر عن الغضب، حيث يعاني الشخص من عدم القدرة على إظهار مشاعره بوضوح، مما يجعله يعكس مشاعره من خلال السلوك الصامت أو الانتقادات الضمنية. يُلاحظ هذا النوع غالباً بين الأشخاص الذين يعيشون تحت السيطرة أو الضغط.
يمثل هذا النوع من الغضب نتاجاً للتجارب في مرحلة الطفولة، حيث تُولد مشاعر الخوف من الغضب، وتظل هذه المشاعر تتبلور دون أي وسيلة صحية للتعبير عنها.
الغضب الانتقامي
يُعتبر الغضب الانتقامي (بالإنجليزية: Retaliatory anger) أكثر الأنواع شيوعاً، حيث يكون رد فعل غريزي على الأذى الذي تعرض له الفرد، مما يؤدي كثيراً إلى تفاقم الصراع بين الأطراف. يظهر هذا النوع عادةً في العلاقات القريبة مثل الأسر والأصدقاء.
من نتائج الغضب الانتقامي:
- تضخيم المشكلة، وتحويلها إلى نزاع أكبر.
- عدم القدرة على التراجع حتى وإن كان الشخص واعياً أن تصرفه لن يحل المشكلة.
- استمرار الغضب لفترات طويلة.
- الإحساس بفقد السيطرة على المشاعر.
- تزايد الدافع للانتقام، مما يجعله أكثر الأنواع خطورة.
الغضب المسيء للذات
العار هو جوهر الغضب المسيء للذات (بالإنجليزية: Self-Abusive Anger)، حيث يشعر الفرد باليأس والإحباط، مما يدفعه إلى التعبير عن مشاعره السلبية عبر انتقاد نفسه أو السلوك المدمّر، ويُعتبر هذا النوع أكثر شيوعاً بين الأفراد الحساسين للنقد.
تقنيات إعادة تشكيل الإدراك تُعتبر من الأساليب الناجعة لتغيير من منظورهم. تشمل هذه التقنيات:
- فهم أنماط التفكير السلبي.
- مراقبة الأفكار السلبية.
- تحدي الأفكار السلبية.
- تحويل الأفكار إلى أخرى إيجابية.
الغضب اللفظي
يعبر الغضب اللفظي (بالإنجليزية: Verbal Anger) عن نفسه عبر الكلمات، مثل الصراخ أو التهديد، وهو غالباً أقل ضرراً من الغضب السلوكي، لكنه قد يكون ضاراً نفسياً للأشخاص المعنيين، حيث ينتهي الأمر بالشخص الغاضب إلى الشعور بالندم.
الغضب المتقلِّب
الغضب المتقلِّب (بالإنجليزية: Volatile Anger) هو نوع يظهر بنوبات مفاجئة من الغضب، وغالباً ما يكون أكثر شيوعاً بين الذكور ممن يعانون من مشاكل مثل الإدمان. رغم شعورهم بالقوة عند الغضب، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان السيطرة.
أنواع أخرى من الغضب
تتعدد أنواع الغضب وتتجاوز المذكورة أعلاه، ومنها:
- الغضب المتعمّد (بالإنجليزية: Deliberate Anger)، حيث يُستخدم الغضب كوسيلة للسلطة.
- غضب جنون العظمة (بالإنجليزية: Paranoid Anger)، حيث يشعر الشخص بالتهديد والسعي لحماية النفس.
- الغضب المُخادع (بالإنجليزية: Sneaky Anger)، الذي يتضمن إخفاء المشاعر الغاضبة والعبور إلى إحباط الآخرين.
- الغضب الإدماني (بالإنجليزية: Addictive Anger)، حيث يحتاج الشخص إلى إثارة الغضب من أجل الشغف.
- الغضب الاعتيادي (بالإنجليزية: Habitual Anger)، والذي يعتبر عادة سيئة تنشأ عن البيئة المحيطة.
- الكره، الذي يصبح شكلًا من أشكال الغضب نتيجة لوم الآخرين.
- الغضب الأخلاقي (بالإنجليزية: Moral Anger)، حيث يشعر الشخص بتفوقه الأخلاقي.|
- الغضب المتحجِّر (بالإنجليزية: Petrified Anger)، الذي يتسم بعدم الاستعداد للتسوية.
- الغضب الضاغط (بالإنجليزية: Compressive Anger)، حيث يصبح الشخص قنبلة موقوتة.
- الغضب النزاعي (بالإنجليزية: Conflictual Anger)، الذي ينطوي على رغبة دائمة في خلق النزاعات.
- الغضب الهوسي (بالإنجليزية: Obsessive Anger)، المرتبط بالمخاوف المستمرة.
- غضب التجنُّب (بالإنجليزية: Avoidant Anger)، الذي يتجاهل الشخص فيه مشاعر الغضب.
الغضب
يعرف الغضب بأنه استجابة عاطفية تشكل رد فعل لحدث قد يكون مصدراً للتهديد أو الظلم. تسمح بعض النظريات بفهم الغضب كاستجابة تكيفية تهدف إلى الحماية من الخطر. يختلف الشكل المتجلي للغضب باختلاف الشخص وطريقة تربيته. حيث تتقبل بعض العائلات التعبير عن المشاعر، بينما تمتنع أخرى.
يظهر عدة عوامل تحفز مشاعر الغضب، منها التجارب السابقة أو الضغوط اليومية، ويمكن تلخيص الأسباب العامة التي تؤدي إلى الشعور بالغضب بما يلي:
- مواجهة خطر يهدد السلامة الشخصية.
- التعرض للاعتداء الجسدي أو اللفظي.
- الشعور بالإهانة بسبب التقليل من الاحترام.
- الإخفاق في تحقيق الأهداف.
- الاعتراض على المبادئ المهمة.
- التعرض لمعاملة غير عادلة.
- تجربة الإخفاقات المتكررة.
- استقبال نقد سلبي.
استراتيجيات عامة للسيطرة على الغضب
هناك استراتيجيات يمكن تعلمها للتحكم بمشاعر الغضب، ومنها:
- العد: يساعد العد التنازلي أو التصاعدي على تهدئة ضربات القلب.
- التنفس العميق: يوفر التنفس العميق هدوءاً للشخص.
- التمارين الرياضية: تساهم في تقليل الغضب.
- تكرار جمل مريحة، مثل “هدئ نفسك، كل شيء سيكون على ما يرام”.
- ممارسة تمارين التمدد لتخفيف التوتر.
- التأمل في مكان هادئ.
- التوقف عن الكلام للوصول إلى حالة من الهدوء.
- التواصل مع صديق موثوق.
- الضحك لتخفيف حدة المشاعر.
- التعبير عن الغضب بطريقة ناضجة وصحيحة.