الصين بوصفها أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم
تُعتبر الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث بلغ عدد سكانها وفق إحصائيات الأمم المتحدة لعام 2015 حوالي 1.4 مليار نسمة.
يمتاز المجتمع الصيني بتنوعه، ويتكون من مجموعة من الجماعات العرقية والقبائل التي تُكوِّن الشعب الصيني. تُعد جماعة هان أكبر الجماعات في البلاد، وعبر مختلف المحافظات والمدن الصينية، توجد العديد من الأقليات العرقية التي يتميز بعضها بحكم ذاتي. تجتمع هذه الجماعات في كتلة واحدة تتمتع بلغة وهُوية وثقافة وتقاليد مشتركة. يُقدر عدد الأقليات في المجتمع الصيني بحوالي 55 جماعة، ويعيشون على نحو ثلاثة أخماس المساحة الجغرافية للصين.
تشمل الصين العديد من المجموعات اللغوية، حيث تُعتبر اللغة الصينية والتبتية من بين الأكثر شيوعًا. وتوجد أقليات تتحدث لغات هندوأوروبية. تُعد الصين من الدول المتنوعة دينياً، إذ يعود ظهور بعض الأنظمة الفكرية التقليدية الآسيوية إلى هذه البلاد، مثل الطاوية والكونفوشيوسية. دخلت البوذية الصين في القرن الثالث الميلادي، وانتشرت بسرعة بين القبائل المختلفة، لتصبح الصين واحدة من أكبر الدول التي تحتوي على هذه الديانة. كما يُمارس العديد من السكان الإسلام، بالإضافة إلى بعض الأقليات المسيحية البروتستانتية.
نظام الحكم
يتمتع نظام الحكم في الصين بطابع جمهوري، حيث تُعرف رسميًا بجمهورية الصين الشعبية. تسيطر الحكومة الصينية على السلطات الإدارية والحكومية الرئيسية، وهي تشمل مجلس الدولة، الجيش، والحزب الشيوعي. يُعتبر مجلس الدولة السلطة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق القوانين والتشريعات، ويمثل الحكومة الصينية ومجلس الشيوخ الذي يُعين لمدة خمس سنوات. يتولى رئيس الوزراء الأعلى سلطة التأثير على جميع أنشطة المجلس، بينما يُشكل الجيش مكونات القوات المسلحة في البلاد، بما في ذلك القوات البرية والبحرية والجوية، وتدير الهيئة العسكرية عمليات الجيش.
الجغرافيا
يمكن تقسيم الجغرافيا في الصين إلى مناطق متعددة؛ حيث تتضمن المنطقة الشرقية أراضي منخفضة تُقدر بما يعادل 20% من المساحة الإجمالية للصين، بينما تتميز المنطقة الغربية بوجود المرتفعات والهضاب والجبال. تُعتبر جبال الهملايا من أعلى القمم في البلاد، كما يمر نهر هوانغ هي عبر السهول الشمالية. في شمال التبت، توجد مجموعة من الأحواض، مثل حوض آسيا الوسطى وحوض جونغقار، تفصلها جبال تيان. وباتجاه الشرق، تتدفق العديد من الأنهار نحو المحيط الهادئ، بينما يُمثل جبل بايكتو الحدود الفاصلة بين الصين وكوريا الشمالية. يُعتبر نهر اليانغتسي أكبر الأنهار في الصين، حيث يمتد لحوالي 3,434 ميلاً.
المناخ
يتميز المناخ في الصين بالتنوع من حيث التضاريس الجغرافية، حيث تقع معظم الأراضي ضمن النطاق المعتدل. تتفاوت متوسطات درجات الحرارة في الشتاء بدءاً من -27 درجة مئوية في منشوريا الشمالية، وصولاً إلى 16 درجة مئوية في الجنوب. ترتفع درجات الحرارة في الصيف لتصل تقريباً 27 درجة مئوية في يوليو، مع اختلافات ملحوظة حسب المناطق. كما تهطل معظم الأمطار في فصل الصيف، حيث تسجل المناطق الجنوبية الشرقية معدلات هطول تصل إلى 200 سم، بينما تقل هذه النسب في المناطق الشمالية.
تشكل الأراضي الصحراوية حوالي 31% والأراضي الرطبة حوالي 32% من المساحة الإجمالية للصين.
الاقتصاد
مع نهاية السبعينيات، انتقل الاقتصاد الصيني من نظام مغلق يعتمد على التخطيط المركزي إلى نظام سوق موجه. بحلول عام 2010، أصبحت الصين واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط على مستوى العالم، وتحدث ذلك بفضل مجموعة الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها في العديد من القطاعات، خاصة الزراعة. كما تم العمل على تحرير الأسعار، وتطبيق اللامركزية المالية، وزيادة دور القطاع الخاص، مما ساهم في تطوير الأسواق المالية وتحسين أنظمة البنوك.
أسهمت هذه الإصلاحات في تعزيز القدرة التنافسية للصناعات الصينية، مما أدى إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بمعدل عشرة أضعاف مقارنة بعام 1978. في عام 2015، تم تصنيف الصين كأكبر اقتصاد عالمي، متفوقةً على الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة اعتماد نظام سعر صرف العملة الصينية. في منتصف عام 2010، كان هناك استقرار نسبي للعملة الصينية خلال الأزمة المالية العالمية، وتلقى البنك المركزي في الصين الضوء الأخضر لمواصلة تحسين العملة بعد قبولها من صندوق النقد الدولي عام 2015.
ساهمت الصين في تطوير اقتصادها المحلي، وخاصة في المناطق الساحلية، مما أدى إلى هجرة العديد من العمال إلى المدن الحضرية. بالرغم من التحديات، مثل تراكم الديون والتوزيع غير المتساوي لرأس المال، تؤكد الحكومة الصينية على أهمية الابتكار للتقليل من الاعتماد على الاستثمارات الثابتة والصناعات الثقيلة، وتحفيز السوق التجارية على أخذ دور أكبر في تحقيق التوازن الاقتصادي.