أمية بن أبي الصلت
هو عبدالله بن أبي ربيعة الثقفي، شاعر من الشعراء الجاهليين، يُعتقد وفقًا لبعض المصادر أنه عاش في زمن الإسلام دون أن يسلم. كان من الحنفاء، وهم الذين تخلو عن عبادة الأصنام واتبعوا دين إبراهيم. تُظهر قصائده توجهه نحو وحدانية الله ونبذه لشرب الخمور، حيث تناول فيها مواضيع مثل الجنة والإيمان.
من أبرز أبياته التي تتحدث عن الجنة هو:
وحلّ المتقون بدار صدق
وعيش ناعم تحت الظلال
ظلال بين أعناب ونخل
وبنيان من الفردوس عالي.
حياته
نشأ أمية في مدينة الطائف، حيث كان مولعًا بالسفر والترحال. زار اليمن وتواصل مع الفرس، وسافر إلى الشام حيث التقى بالقسيسين والرهبان واستمع إلى أحاديثهم. كان يطلع باستمرار على كتب الأديان، وهو ما يظهر بوضوح في شعره الذي كان يتناول فيه موضوع يوم البعث، قائلاً:
قد يأمرون القسط في أعمالهم
لا يظلمون لذي الحساب نقيرًا
أمية وموقفه من الدعوة الإسلامية
شهدت شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة انتشار الشرك والكفر، وكان هناك عدد قليل من الأشخاص اتبعوا الحنفية بعد أن أدركوا التناقضات في عبادة الأوثان. كان أمية ضمن هؤلاء، مع أمثال القس بن ساعدة وورقة بن نوفل. في شعره، كان يؤكد وجود نبي قادم يوجههم نحو اتباعه، ولكن عند ظهور النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- رفض أمية اتباعه لأنه كان يطمح بأن يكون هو ذلك النبي. وعندما بُعث محمد، تمسك بعناده وكبريائه.
هناك العديد من السجالات التاريخية المعروفة التي دارت بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن صعوبة قلبه وتكبره حالا دون اعتناقه للإسلام. وورد عن بعض مصادر التاريخ أنه في أحد سجالاته، وقف أمية خطيبًا ثم أنشد قصيدة، فرد النبي -صلى الله عليه وسلم- بقراءة سورة يس، فاستجاب أمية قائلاً: “أشهد أنه الحق”، ولكن عند سؤاله عما إذا كان سيتبعه، أجاب بأنه سينظر في أمره ثم غادر إلى الشام.
أمية بعد غزوة بدر
سافر أمية إلى الشام ولكنه عاد بعد غزوة بدر، وفي داخله رغبة في اعتناق الإسلام. لكنه مر بمكان القليب فسمع أن هناك قتلى من بدر، وكان من بينهم عتبة وشيبة ابنا خاله، فاختلج قلبه بالجنون وحزن على فراقهما، فجدع أذني ناقته حدادًا ثم قال قصيدته الشهيرة التي وردت في العديد من كتب التاريخ:
ألا بكيت على الكرا
م بني الكرام أولي الممادح.
شعر أمية بن أبي الصلت ولغته
يعتبر أمية بن أبي الصلت من أبرز شعراء وفصحاء ورؤساء قبيلة ثقيف، حيث تبوأ مكانة اجتماعية مرموقة بين قومه. وقد كان ذكيًا ومثقفًا، حيث اطلع على التوراة والإنجيل، مما أضفى غموضًا وثراءً لغويًا على شعره. كان يُشير إلى الله في شعره بـ “السلطيط”، وهو ما يعني “فوق الأرض مقتدر”.
- ومن أشهر قصائده التي قالها:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤك إن شيمتك الحياء
لك الحمد والنعماء والملك ربنا
فلا شيء أعلى منك مجدًا وأمجدا.