أنواع كلمة “ما”
تعتبر كلمة “ما” من الكلمات العربية التي تأتي بعدة أنواع، وهي كالتالي:
- قد تستخدم كأداة نفي.
عندما تأتي “ما” كأداة نفي، فإنها تكون غير معربة ولا تؤثر على إعراب بقية الكلمات ضمن الجملة، بل تتولى مهمة تغيير المعنى إلى النفي. على سبيل المثال: في جملة “ما جاء محمد”، تستخدم “ما” لنفي مجيء محمد.
- قد تؤدي عمل “ليس”.
لكنها تختلف عن النوع السابق بأنها تعمل عمل “ليس”، حيث تأخذ اسمًا وخبرًا. كمثال: قول الله تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)، حيث أن “هذا” هو اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع، ليكون اسم “ما” التي تعمل عمل “ليس”، و”بشرا” خبر “ما” منصوب.
- قد تأتي كأداة كافّة.
تستخدم “ما” لتكف عمل “إن” كما في: “إنّما محمدٌ رسولٌ”، حيث تكف “ما” عمل “إن”، مما يسمح لاسم “محمدٌ” بأن يبقى مبتدأً مرفوعًا، و”رسولٌ” خبر المبتدأ مرفوع.
- قد تأتي كأداة زائدة.
تكون في موضع الربط بين حرف الجر والاسم المجرور، كما جاء في قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ).
- قد تُستخدم كشرطية.
تُعتبر كلمة “ما” اسم شرط مُبهم ويشير إلى غير العاقل، وتدخل على الجملة الفعلية لتجزم فعلين؛ الأول يُعرب كفعل شرطي، والثاني كجواب شرط.
- قد تكون مصدرية ظرفية.
هنا يتم تأويلها مع صلتها في محل نصب على الظرفية الزمانية، كما في: “سأكرم ضيفي ما أقام عندي”، حيث يكون المصدر المؤول من “ما” والفعل “أقام” في محل نصب ظرف زمان، ويُقدّر المصدر المؤول بفترة إقامته عندي.
- قد تأتي كمصدرية بعيدة عن الظرفية.
أي يكون المصدر المؤول من “ما” وصلته في محل رفع أو جر أو نصب، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ)، فالمصدر المؤول من “ما” والفعل “عنتُم” في محل نصب مفعول به، والتقدير ودُّوا “عَنَتَكم”.
- قد تُستخدم كاسم استفهام.
في جملة مثل: “ما أكلتَ اليوم؟”، تُعرب “ما” حسب نوع الفعل بعدها. إذا كان الفعل لازمًا أو متعديًا وأخذ مفعوله، فتكون “ما” اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وإذا جاء بعدها فعل متعدّي ولم يأخذ مفعوله، فتصبح اسم استفهام في محل نصب مفعول به.
- قد تأتي كاسم موصول.
تُعرب بحسب موقعها في الجملة، كما في: “أدركت ما يخيفك في هذا المكان”، حيث تُعرب “ما” هنا كاسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
- قد تكون اسم تعجب.
يمكن أن تأتي “ما” كاسم تعجب في محل رفع مبتدأ، مثل: “ما أجملَ السماء!”.
أمثلة على ما وأنواعها من القرآن الكريم
- جاء في قوله -تعالى-: (سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا)، هنا نوع “ما” هو اسم استفهام.
- وقوله -تعالى-: (وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد)، هنا نوع “ما” هو الكافّة.
- وجاء في قوله -تعالى-: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ)، هنا نوع “ما” هو حرف نفي.
- وورد في قوله -تعالى-: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)، هنا نوع “ما” هو مصدرية ظرفية.
- وفي قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)، نوع “ما” في الآية هو مصدرية، والمصدر المؤول من “ما” والفعل “نسوا” في محل جر بحرف الجر.
- وفي قوله -تعالى-: (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ)، نوع “ما” هنا هو اسم تعجب.
- كما جاء في قوله -تعالى-: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، نوع “ما” هنا هو اسم موصول.
تدريبات على أنواع “ما”
يرجى تمييز نوع “ما” في الأمثلة التالية:
- قال -تعالى-: (وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ).
- ما أجمل صوته!
- ما الذي أصابك البارحة؟
- قال -تعالى-: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ).
- سأخبرك بما نسيتَ أمس.
- ما سار معنا.
- هذا ما لدي من وقتٍ اليومَ.
- ما دام الرّبيعُ فتمتّع به.
- قال -تعالى-: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ).
- قال -تعالى-: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا).
- ما أجمل اللّغة العربيّة.
- إذا ما زرتنا أكرمناك.
- قال -تعالى-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ).
- احرص على صلاتك ما دمت حيًّا.
- إنّما الرّجلُ كريمٌ.
- قال -تعالى-: (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا).
- ما تفعلْ من خيرٍ يحمدْه النّاس.
- قال -تعالى-: (إنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ).
- قال -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ).