تعد العطايا بشكل عام للأشخاص بمثابة تعبير محبب يساهم في تعزيز المحبة والمودة والرحمة بينهم، مما يسهم في تقليص مشاعر الحقد والكراهية والنزاعات.
التمييز بين الصدقة والهدية والهبة
- يشترك كل من الصدقة والهدية والهبة في كونهما يعطى لأشخاص آخرين، حيث يُقدم أحدهم للآخر.
- تختلف الصدقة عن الهدية في أن الصدقة تُقدم لشخص يحتاج إلى تلك المساعدة المالية أو العينية،
- وغالباً ما يكون الهدف من الصدقة هو التقرب إلى الله تعالى وكسب الأجر في الدنيا والآخرة.
- الهدية هي ما يُقدَّم ويُتبادل مع الآخرين، ويعبر من خلالها الشخص عن امتنانه وسعادته وتقديره.
- وعادة ما تكون مرتبطة بمناسبة معينة أو احتفال.
- أما العطية أو الهبة، فهي ليست بالضرورة مرتبطة بالصدقة أو بتقديم هدية لحدث ما.
- ولذا تُعتبر العطايا والهبات مستحبة في الإسلام، حيث تعد من أبرز صور صلة الرحم أو تقديم العلم لشخص ما.
- كما يمكن أن تشمل منح أمور لشخص صالح أو لفقراء.
- يجدر بالذكر أن الصدقة قد تكون غير مستحبّة إذا كانت تُبغى بها سمعة أو رياء، أو كانت بقصد إرضاء الآخرين وحدهم.
- إذا كانت النية للتودد أو صلة الرحم أو إزالة التوتر، يُفضل استخدام الهدية بدلاً من تقديم الصدقة.
تعريف الهدية
في اللغة
الهدية تعني ما يُقدَّم لشخص آخر، وجمعها هدايا أو هدايات، وغالباً ما يكون ذلك كتعبير عن التقدير أو في مناسبة خاصة.
في الاصطلاح
الهدية تعني إعطاء شخص ما شيئاً بلا أي مقابل مادي أو تعويض، ويحتفظ الشخص بالهدية مدى الحياة.
حكم الهدايا في الشريعة الإسلامية
- تعتبر الهدايا مشروعة في الدين الإسلامي، وقد وصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،
- حيث أشار بقوله “تهادوا تحابوا”، مما يدل على فضلها وأثرها الإيجابي في العلاقات.
- هناك دليل آخر من رسول الله صلى الله عليه وسلم يشدد على أهمية تلقي الهدايا مهما كانت بسيطة أو زهيدة،
- كالحديث “لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلى ذراع أو كراع لقبلت”.
تعريف الصدقة
في اللغة
الصدقة تُعطى للفقراء والمحتاجين، وتعبر عن مساعدة تمويلية أو عينية بهدف التقرب إلى الله، ومن أبرز أنواعها زكاة الفطر التي تُعطى قبل عيد الفطر بعد استيفاء الشروط المحددة.
في الاصطلاح
تشير الصدقة إلى تقديم ما يحتاجه الآخرون دون مقابل، بهدف التقرب إلى الله وتعكس روح التعاون والمساعدة.
حكم الصدقة في الإسلام
- تعد الصدقة من أبرز الفضائل التي يشجع الإسلام الناس على الالتزام بها.
- يدعو الإسلام دوماً إلى البذل والإنفاق من المال والملابس والطعام، بغض النظر عن النوع أو الكم.
- الغرض من الصدقة هو مساعدة الفقراء وكسب الأجر من الله.
- تساعد في تطهير النفس من صفات البخل.
- تعود صدقات الفرد بالفوائد والنعم عليه.
- تساهم في قضاء الحاجات وتزيد من بركة الرزق والصحة.
- تخلق شعوراً بالسعادة والفرح في قلوب الفقراء والمحتاجين.
الرشوة
- الرشوة تعني ما يُعطى لتحقيق منفعة معينة، وهي تصرف غير مستحب بسبب دورها في إبطال الحق،
- لما تسببه من خداع لتحقيق المصالح.
- تتطلب الرشوة عادة تسليم أموال مقابل إنهاء مصلحة وإبعادها عن القوانين.
- مما يؤدي إلى عدم أداء الموظفين لوظائفهم بشكل مسؤول.
- وتُعتبر جريمة تُعاقب عليها القوانين.
- الفرق بين الهدية والرشوة يتحدد بنية الشخص عند تقديم كل منهما، حيث تُعتبر الهدية مقبولة بينما الرشوة مرفوضة.
- حيث يتم معاقبة مرتكبي الرشوة من قبل القانون.
حكم الرشوة في الشريعة الإسلامية
تحرم الشريعة الإسلامية الرشوة تحريماً قاطعاً، فهي تمنع كل ما يرتبط بمقابل أو منفعة غير مشروعة، ولكن تُعتبر الهدايا مقبولة إذا كانت تهدف لتحقيق فوائد معنوية دون أي أغراض أخرى.
سلبيات الرشوة
- تؤدي الرشوة لوضع الموظفين والمسؤولين في مواقف محرجة،
- ويمكن أن تعرضهم للعقوبات القانونية أيضاً.
- تسبب مشكلات كبيرة تؤثر على التنمية الاقتصادية والتجارية للدولة.
- كل من الشخص الراشي والمرتشي يُعدان في دائرة اللعنة بسبب النتائج السلبية المترتبة على ذلك.
- حيث تشمل تلك النتائج الكثير من المفاسد.
- ترتبط الرشوة بإذكاء مشاعر الضغائن والكراهية بين الأفراد،
- مما يؤثر سلباً على الجماعة بأسرها.
- تؤدي إلى فقدان القيم والمبادئ الأخلاقية الأساسية.