يعتبر التعليم الذاتي للأطفال أحد الأساليب التعليمية الحديثة التي تم تبنيها مؤخراً، حيث يركز هذا النوع من التعليم على قدرة الأطفال على اكتساب الخبرات والمعارف بشكل مستقل.
نظراً لأن التعليم في الصغر يماثل النقش على الحجر، فإن تعزيز التعليم الذاتي للأطفال يجب أن يبدأ منذ المراحل الأولى من حياتهم، وقبل الدخول في مرحلة التعليم الأساسي. سنسلط الضوء على ذلك في هذا المقال.
ما هو التعليم الذاتي؟
التعليم الذاتي هو قدرة الأطفال على ممارسة أنشطة بأنفسهم، استجابةً لاحتياجاتهم الطبيعية للتعلم. يتم تحقيق ذلك من خلال توفير الفرص للطفل لاستكشاف بيئته واكتساب معارف جديدة باستعمال المواد والأدوات المتاحة حوله.
يعتمد التعلم الذاتي على التجربة والاكتشاف وطرح التساؤلات، وقد يستفيد الطفل من دعم بسيط من الأهل أو المعلمين، مما يعزز مهارات استكشافه.
التعليم الذاتي لمرحلة ما قبل المدرسة
يعد تعلم المعرفة الجديدة في مرحلة مبكرة قبل الالتحاق بالمدرسة أمراً بالغ الأهمية، إذ يتعلم الأطفال بسرعات أكبر وبمعدل ثبات أعلى مقارنة عندما يكبرون. في هذا السياق، من المهم للغاية جذب انتباه الأطفال نحو التعلم، حيث أن عدم وجود ميولهم للتعلم سيحول دون اكتسابهم لأي معلومات جديدة.
أهمية التعليم الذاتي
يهدف التعليم الذاتي إلى تعزيز سلوك الأطفال الإيجابي تجاه موضوعات أو صفات معينة يرغبون في تعلمها. يشجع التعليم الذاتي الأطفال على طرح الأسئلة والاكتشاف، مما يعزز لديهم مهارات حل المشكلات والقدرة على ربط الأسباب بالنتائج، كما يساهم في تعزيز الإبداع باستخدام الأدوات المحيطة بهم في تجسيد مشاعرهم وما يكتسبونه من خبرات.
تساعد هذه الخواص الطفل في فهم ما يجري حوله، وتطبيق ما تعلمه، وبالتالي تخزين المعلومات بشكل فعّال بعقله لفترة طويلة ليتمكن من استخدامها في مواقف متنوعة. تبدأ هذه المرحلة منذ الطفولة المبكرة وحتى قبل الدخول إلى المرحلة الابتدائية، حيث تكون بمثابة الأساس الذي يمكن الطفل من إعادة استخدام مهارات التعلم الذاتي في المستقبل لاستكشاف محيطه والبحث عن المعلومات بشكل مستقل.
من المهم بدء التعليم الذاتي بشكل تدريجي مع الطفل، حيث يجب التأكيد على الأساسيات التي تناسب مرحلته العمرية لكي يتمكن من استيعاب هذه الطريقة في التعلم عند إعادتها.
في عصر التكنولوجيا، من الضروري أن يكون الطفل مطلعاً ويتفاعل بسهولة مع التكنولوجيا الحديثة. من خلال التعليم الذاتي، يمكنه تعزيز قدراته ومهاراته في مجالات متنوعة.
دور رياض الأطفال
تُعتبر مرحلة رياض الأطفال من المراحل الهامة التي تؤثر بشكل كبير على التعليم الذاتي. تساهم هذه المرحلة في توفير:
- بيئة تربوية منظمة قائمة على أسس وقواعد تشجع الأطفال على التعلم الذاتي.
- اهتماماً بالنشاط الحركي من خلال تجهيز الملاعب بألعاب متنوعة لتنمية قدراتهم في مجالات عدة.
- جو ملائم يشجع على العمل الجماعي، مما يعزز من روح التعاون والعطاء لدى الأطفال.
- ألعاب وأنشطة تم تصميمها مسبقاً لزيادة تركيز الأطفال وتنمية مهاراتهم المعرفية والحركية.
- اختيار الأنشطة والأدوات التي تتناسب مع أعمار الأطفال واهتماماتهم وقدراتهم، وفقاً لمعايير تربوية ونفسية واجتماعية.
دور المعلم في تعزيز التعليم الذاتي
يلعب المعلم دوراً مهماً في تعزيز التعلم الذاتي للأطفال من خلال استخدام استراتيجيات متنوعة، تتضمن:
- طرح أسئلة مفتوحة لتحفيز التفكير عند الطفل، مما يساعد في فهم طريقة تفكيره وتوقع استجابته.
- مراقبة فعالة للأنشطة الرائجة لدى الأطفال، مع مراعاة احتياجاتهم الفردية.
- اختيار الأنشطة بحسب أعمار الأطفال والفروق الفردية في قدراتهم على الاستيعاب.
- توافر صفات إيجابية لدى المعلم مثل التشجيع والتوجيه والإرشاد.
- استخدام المواقف التعليمية الملائمة وفقاً لقدرات الطفل وسنه.
دور الأسرة في تعزيز التعليم الذاتي للأطفال
- يجب أن تهتم الأسرة بتوفير ألعاب متنوعة تدعم التعلم الذاتي، مثل ألعاب الفك والتركيب والكرات الملونة والمكعبات الكبيرة.
- ينبغي تسليط الضوء على الجانب الفني للطفل من خلال توفير مستلزمات فنية مثل الأقلام الملونة، أوراق القص واللصق، والصلصال.
- يمكن تعزيز النشاط القصصي، خصوصاً القصص الدينية، بطريقة بسيطة وباحترام لتعزيز المعرفة الدينية لدى الطفل.
- ينبغي تشجيع الأطفال على الانخراط في أنشطة تعليمية والترفيهية بمشاركة فعالة من الوالدين.
- تجنب الازدحام في البيئات التعليمية بخلق جلسات في الأماكن المفتوحة، مثل الحدائق.
- يجب تنظيم المنزل ليتضمن غرفة نشاط يمارس فيها الطفل إبداعه بحرية، مع فهم الوالدين لاهتمامات الأطفال من خلال ملاحظاتهم.
- يجب اختيار الألعاب وفقاً لسن الطفل واهتماماته، واستخدام أساليب تربوية إيجابية في الرد على استفساراتهم.
كيف تعالج حالة عدم رغبة الطفل في التعلم؟
بعض الأطفال يمثلون تحدياً للأهل نتيجة لعدم اهتمامهم ومحبتهم للتعلم. لذا، فإن تطبيق التعليم الذاتي قد لا يكون مجديًا إذا كانت الرغبة لدى الطفل غير موجودة.
إذا كان طفلك يفضل الجلوس أمام الكمبيوتر للعب بدلاً من التعلم أو يرفض قراءة القصص، يمكن استخدام وسائل مساعدة أخرى لتحفيزه. يمكن استخدام الكتيبات الإلكترونية والعروض التقديمية والفيديوهات التعليمية الجذابة.
من المهم مراعاة الحد من المدة الزمنية التي يقضيها الطفل أمام الحاسوب لتفادي المشكلات الصحية المحتملة، ويفضل تنويع أنشطته بين الحاسوب واللعب في الهواء الطلق.
إذا كان يظهر اهتمامًا بمجال الكمبيوتر ومكوناته، لا تتردد في تشجيعه على طرح الأسئلة، فمن الممكن أن يصبح متخصصاً في مجال التكنولوجيا في المستقبل.