جزيرة قرقنة
تعتبر جزيرة قرقنة من الوجهات البارزة في الجمهورية التونسية، حيث تقع في الجزء الشرقي من البلاد وتضم مجموعة من الجزر الصغيرة التي تشكل أرخبيلًا مميزًا. تبعد هذه الجزيرة نحو 32.7 كيلومتر مربع عن سواحل مدينة صفاقس، وهي تابعة إداريًا للولاية، حيث تمثل المعتمدية الخاصة بها. يتكون الأرخبيل من حوالي عشر عمادات، بالإضافة إلى بلدية واحدة. يمتد أرخبيل قرقنة على مساحة تصل إلى 40 كيلومترًا مربعًا، بحيث يمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، بينما لا يتجاوز عرضه خمسة كيلومترات، ليشكل بشكل عام مساحة تبلغ 150 كيلومترًا مربعًا.
تتكون جزيرة قرقنة، التي تُعد أرخبيلًا رئيسيًا، من جزيرتين رئيسيتين (الغربية) و(الشرقية)، بالإضافة إلى اثني عشر جزيرة صغيرة، منها جزيرة شرمندية وجزيرة الرقادية، إلى جانب جزيرة قرمدي وجزيرة سفنو. وتُعتبر جزيرتا الغرب والشرق (المعروفة أيضًا بمليتة) هما من بين الجزر المأهولة بالسكان.
الجزر الرئيسية في قرقنة
تتميز جزر قرقنة بمناخ دافئ وجاف، حيث تكون الرياح القوية جزءًا لا يتجزأ من طقسها، نتيجة لموقعها الاستراتيجي في خليج قابس. تؤدي هذه الرياح البحرية إلى منح الجزيرة طابعًا حارًا وجافًا، مما يسهم في وفرة بخار الماء في الأجواء المحلية، وتكيف البيئة العامة مع نباتات ملحية تتحمل الجفاف لفترات طويلة، مثل أشجار النخيل وشجيرات الملح.
تعتبر الأرض في جزر قرقنة ذات طبيعة قاحلة مع قلة النشاطات الزراعية. وعلى الرغم من احتفاظ السكان ببعض الدجاج والماعز للاستهلاك الشخصي، فإن صيد الأسماك، وخاصة الأخطبوط، يمثل الصناعة الرئيسية في الجزيرة. يتم تصدير الكائنات البحرية من هناك إلى تونس والدول المجاورة.
الحكم في جزر قرقنة
قبل الاحتلال الفرنسي لتونس، كان حكم جزيرة قرقنة تحت قيادة الخليفة محمد حميده، الذي شغل منصب أميرال في القوات البحرية التونسية آنذاك، بالإضافة إلى أنه كان أمينًا للحربية والمال. كان مقره في حلق الوادي بتونس، واستمر حكمه خلال فترة الاحتلال الفرنسي. بعده، تولى الحكم في قرقنة ابنه الطاهر، حيث كانت مليتة القديمة مركزًا للخلافة في عهده، قرب قرية الرملة القديمة وقرية أولاد بو علي. استمر الوضع هكذا حتى تم الانتقال إلى مليتة الواقعة في الجزيرة الغربية حتى تحقيق استقلال تونس.