أنواع حرف “أن” في اللغة العربية

أنواع “أن” في اللغة العربية

تُصنَّف “أَنْ” التي تحتوي على همزة مفتوحة ونون ساكنة إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي: “أن المصدرية”، و”أن المخففة من الثقيلة”، و”أن التفسيرية”، و”أن الزائدة”. سنتناول في هذا المقال توضيح الفروقات بين كل نوع.

أن المصدرية

تستخدم “أن المصدرية” مع الفعل المضارع لتكون نائبة عن المفعول به، مثل: (سُرِرْتُ بأنْ تنجحَ). كما يمكن أن تأتي مع الفعل الماضي، مثل: (سُرِرْتُ بأنْ نجحتَ). تُكوَّن من “أن” والفعل الذي يليها مصدر مؤول يقع في موضع رفع أو نصب أو جر، كما هو موضح في الأمثلة التالية:

• في موضع رفع: قوله تعالى: (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ)، حيث المصدر المؤول من “أن تصوموا” يأتي في محل رفع مبتدأ.

كذلك قوله تعالى: (أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ)، حيث المصدر المؤول من “أن تخشع” في محل رفع فاعل.

وفي موضع نصب: قوله تعالى: (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى)

• المصدر المؤول من “أن يُفترى” في محل نصب خبر كان.
• في موضع جر: قوله تعالى: (أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا)

حيث المصدر المؤول من “أن تأتينا” يقع في محل جر مضاف إليه.

أن المخففة من الثقيلة

يمكن أن يتم تخفيف “أنَّ” التي تحتوي على همزة مفتوحة ونون مشددة بإسقاط النون الثانية مع الإبقاء على الأولى. وينتج عن هذا التخفيض أربعة أحكام، هي:

• تستمر “أن” في حمل نفس المعنى الذي كانت عليه قبل التخفيف، مما يؤدي إلى نصب الاسم ورفع الخبر.
• يجب أن يكون اسمها ضميراً محذوفاً، وغالباً ما يكون ضمير شأن محذوف.
• يجب أن يكون خبرها جملة، سواء كانت جملة اسمية، مثل: (علمتُ أن زيدٌ قائمٌ)، هنا تكون “أن” مخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف تقديره “أنه”، والجملة الاسمية “زيدٌ قائمٌ” في محل رفع خبر “أن”. أو تكون جملة فعلية، مثل: (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا).
• غالباً ما يتوسط بين “أن” وخبرها فاصل إذا كانت جملة فعلية متصرف لا تُستخدم للدعاء، ومن بين أنواع الفواصل:

– استخدام الحرف “قد”، مثل: (شَهِدْتُ بأن قد خَطَّ ما هو كائنٌ … وأنَّك تمحو ما تشاءُ وتُثبتُ).

– أحد حرفي التنفيس “السين” أو “سوف”، مثل: (أنتَ تعلم أن سأكونُ نَصير الحق)، (واعلم فعلم المرء ينفعه … أن سوف يأتي كل ما قُدِرَ).

– أحد حروف النفي الثلاثة “لا”، “لن”، “لم”، مثل: (أيقنْتُ أن لا يغدُو الشريف، وأن لن يحيد عن الحق، ووثقت أن لم ينصر الله المبطلين).

– “لو”، مثل: (أوقن أن لو أخلصنا لبلادنا لم يطمع الأعداء فينا).

أن التفسيرية

“أن التفسيرية” هي حرف غير مهم لا يؤثر بعامل، وتهدف لتوضيح المعنى والتفسير، وتُستخدم “أن” كمفسِّرة في حال تحقق الشروط التالية:

• أن تتقدم عليها جملة.
• أن تحتوي تلك الجملة على معنى القول دون استخدام حروف القول، بمعنى أنها تأتي بعد فعل يحمل معنى القول، لكن ليس تصريحه، مثل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) حيث يعني الفعل “أوحى” القول، وجاء بعده “أن” مع الفعل الآخر “اتَّخذي”.
• أن تتبعها جملة أخرى مستقلة توضح معناها.
• أن لا يدخل عليها حرف جر لا لفظاً ولا تقديراً.

أمثلة توضيحية:

• قوله تعالى: (فَأوْحَيْنَا إليه أنِ اصْنَعِ الفُلْكَ).
• قوله تعالى: (وإذْ أوحَيْتُ إلى الحَواريِّينَ أنْ آمِنُوا بي وبرسولِي).
• قوله تعالى: (وانطَلَقَ الملأُ مِنْهُم أنِ امْشُوا).

أن الزائدة

“أن الزائدة” ليس لها عمل حيث إن وجودها وعدمه يأتي بمثل آثارها، وتظهر فائدتها بشكل معنوي من خلال تعزيز المعنى وتأكيده. ولها أربعة مواضع استخدام، وهي:

• بعد “لمَّا” التوقيتية، مثل: قوله تعالى: (ولَمَّا أنْ جاءَتْ رُسُلنا لوطًا سِيءَ بِهِمْ).
• بين “لو” وفعل القسم، مثل: (فأُقْسِمُ أنْ لوِ الْتَقَيْنا وأنتُمُ .. لَكانَ لَكُمْ يَوْمٌ مِّنَ الشَّرِّ مُظْلِمُ).
• بين الكاف ومجرورها، مثل: (وَيَوْمًا تُوافِينَا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ .. كأنْ ظبيةٍ تَعْطُو إلى وارِقِ السَّلَمْ).
• بعد “إذا”، مثل: (فأمْهَلَه حتَّى إذا أنْ كأنَّهُ .. معاطِي يدٍ في لُجَّة الماءِ غامِرُ).

تدريب

حدد نوع “أنْ” في كل من الجمل التالية: