ما هو الخلع الرضائي؟
- الخلع الرضائي هو اتفاق يُعقد بين الزوجين لإنهاء ارتباطهما الزوجي، حيث تقبل الزوجة دفع تعويضات معينة للزوج في مقابل إلغاء عقد الزواج برضاهما الكامل، وذلك باستخدام صيغ معينة تعبر عن الطلاق.
- وهذا وفقًا لما جاء في قوله تعالى (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). [سورة البقرة الآية 229].
- هذا يعني أن الزوج لا يعتبر مذنبًا في قبول هذه التعويضات لإنهاء عقد النكاح.
الأسباب التي تدعو للخلع الرضائي
لقد أباح الله تعالى للزوج الطلاق نظرًا لما يتمتع به من حكمة ووضوح في التفكير، بينما تُمنح المرأة الحق في طلب الخلع الرضائي لأسباب متعددة، منها:
نفور من صفات الزوج
- عندما يصبح العيش مع الزوج مستحيلاً بسبب صفات شخصية لا تستطيع الزوجة التكيف معها.
- إذا كان الزوج يُظهر سلوكيات منها البخل أو الإساءة الجسدية أو اللفظية، مما يستدعي من الزوجة طلب الخلع.
الانزعاج من مظهر الزوج
- الشعور بالانزعاج من مظهر الزوج أو عدم القدرة على تقبله بسبب عيوب خلقية لا يمكن تحملها.
- وجود عيوب في الشخصية تجعل الاستمرار في الحياة الزوجية أمرًا صعبًا، عندها يحق للزوجة طلب الخلع.
تقصير الزوج في دينه
- إذا كان الزوج مقصرًا في التزاماته الدينية ويتجاوز الحدود الشرعية، يحق للمرأة أن تطلب الخلع.
الشعور بالإخفاق في حقوق الزوج
- كما يحق للزوجة أن تطلب الخلع عند شعورها بأنها لا تستطيع الوفاء بحقوق الزوج بشكل كامل.
- إذا كانت تشعر بالخوف من أن يتورط الزوج في المحرمات، فإن لها الحق في طلب الخلع.
أدلة مشروعية الخلع
بعد النظر في الفرق بين الخلع القضائي والخلع الرضائي، يمكننا الآن استعراض الأدلة التي شرعها الله سبحانه وتعالى في القرآن والسنة لجواز الخلع، ومن أبرزها:
- قال تعالى: (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). [سورة البقرة الآية 229].
- تشير هذه الآية إلى أن الخلع جائزٌ شرعًا في إطار التعويض المالي الذي تقدمه الزوجة للزوج، وذلك بغرض إنهاء العلاقة الزوجية بصورة ودية وبعيدًا عن التدخل القضائي.
- ورُوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن (امرأة ثابت بن قيس جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا رسول الله، ما أنقم عليه في دين أو خلق، إلا أني أخاف الكفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم. فردت عليه، فأمره ففرق بينهما).
- هذا الحديث يدل على جواز الخلع عندما تتنازل الزوجة عن مهرها أو أي تعويض مادي، بشرط أن يتم الاتفاق على ذلك لإنهاء عقد الزواج بين الطرفين.
ما هو الخلع القضائي؟
- الخلع القضائي هو إجراء تطلب فيه الزوجة إنهاء العلاقة الزوجية من خلال رفع دعوى لدى المحكمة، حيث تعتمد هذه الدعوى على إرادتها دون توافق الزوج، مما يدفعها للذهاب إلى القضاء للفصل في الأمر.
مبررات الخلع القضائي
- تتمثل أحد أهدافه في حماية حقوق الزوجة وتمكينها من الحصول على حقوقها بشكل قانوني.
- في حال عدم رغبة الزوج في القيام بعملية الخلع بالتراضي، فقد أتاح الله للمحكمة اتخاذ القرار المناسب بإنهاء عقد الزواج.
حقوق الزوجة بعد الخلع القضائي
- يحق للزوجة قضاء عدتها لمدة ثلاثة أشهر إذا كانت غير حائض، وثلاث قروء إذا كانت حائض.
- أما في حالة الحمل، تستمر العدة حتى وضع المولود، ولها الحق في الحصول على النفقة خلال هذه الفترة.
الإرادة والموافقة:
- الطلاق: يتم بناءً على إرادة وموافقة الزوج، ويصدر بموجب لفظ معين دون الحاجة لموافقة الزوجة.
- الخلع: يتم بناءً على إرادة الزوجة وموافقتها، ويحدث دون الحاجة للفظ من الزوج.
إرجاع الزوجة:
- الطلاق: يحق للزوج إرجاع زوجته بعد الطلقة الأولى والثانية دون الحاجة لعقد جديد.
- الخلع: لا يملك الزوج إرجاع زوجته إلا بعد إجراء عقد جديد يتضمن شروطاً معينة مثل موافقة الزوجة وولي أمرها وحضور شاهدين.
العدد والاحتساب:
- الطلاق: يمكن احتسابه كواحدة من عدد الطلقات المسموح بها للزوج.
- الخلع: لا يُحتسب كواحدة من عدد الطلقات، بل يُعتبر حلًا نهائيًا للعصمة الزوجية.
الحكم والإثبات:
- الطلاق: يمكن أن يحدث بالتراضي بين الزوجين دون الحاجة لحضور قاضٍ.
- الخلع: يتم وفق حكم شرعي أو قضائي، ولا يمكن تثبيته إلا بقرار رسمي من المحكمة.