تتباين أفضل الأعمال عند الله عز وجل بناءً على قدرة الفرد على أدائها واستمراريته عليها، مع الأخذ في الاعتبار طاقته وقدراته الصحية والمادية؛ لذلك لم يتم تحديد تلك الأعمال بشكل قاطع في القرآن الكريم أو في الأحاديث النبوية.
أفضل الأعمال عند الله
كان المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يتساءلون باستمرار عن أفضل الأعمال التي تقربهم إلى الله عز وجل.
وهذه الأسئلة كانت تقابل دائمًا بإجابات متنوعة من النبي صلى الله عليه وسلم.
ترجع تلك الاختلافات إلى تنوع الأعمال الصالحة التي يفضلها الله عز وجل، والتي يتوجب على عباده القيام بها بقدر استطاعتهم، بحيث لا يثقل عليهم بعمل محدد.
ولا يتخذ المسلمون تلك الأعمال مقياسًا للأفضلية عن غيرها من العبادات.
تختلف أيضًا إجابات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حسب الشخص السائل وظروفه، ومدى قدرته على الالتزام بعمل ما ومداومته عليه. هناك العديد من الأعمال الصالحة التي يحبها الله من عباده، مثل الصلاة، والصيام، وذكر الله، وإماطة الأذى عن الطريق، ومساعدة المحتاجين، وفك كرب المكروبين، وبر الوالدين، وغيرها.
ذكر الله من أفضل الأعمال عند الله
عندما سُئل الإمام ابن تيمية عن أفضل الأعمال عند الله، أشار إلى تباين آراء العلماء في هذا الشأن.
ولكنه رأى أن ذكر الله هو من أفضل الأعمال، بعد إتمام الفرائض وتأدية أركان الإسلام الخمس.
كونه عملاً متاحًا لكل مسلم، سواء كان غنيًا أو فقيرًا، قادرًا على الكلام أو مبتليًا بالصمت، مريضًا أو صحيحًا.
إن ذكر الله هو العمل الذي يستطيع المسلم القيام به في أي زمان ومكان.
وقد أيد الإمام ابن تيمية رأيه بأحاديث نبوية، مثل حديث أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله.”
أحب الأعمال إلى الله أدومها
توجد العديد من الأعمال الصالحة التي يحبها الله عباده عند الالتزام بها، لكن أفضل الأعمال هي تلك التي يداوم المسلم على أدائها.
لذلك، كان النبي الكريم يدعونا لاختيار العمل الذي يمكننا الاستمرار فيه بصورة دائمة.
كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله، فقال: “أدومها وإن قلّ.” وأيضًا، قال: “اكلفوا من الأعمال ما تطيقون.”
وهذا الحديث يؤكد على أن العمل المحبوب عند الله هو ما يستمر العبد في فعله، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، حيث تعني المداومة على العمل عدم الانشغال عن العبادات وطلب رضا الله وعفوه.
الصلاة هي أقرب الأعمال إلى الله
كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر في مواضع مختلفة أن أفضل الأعمال عند الله عز وجل هي الصلاة في أوقاتها والمداومة عليها.
بالإضافة إلى صلاة النفل وقيام الليل بقدر المستطاع، تجسيدًا للطمع في رضا الله وقربه.
كما جاء في الحديث الذي يوضح أن الصلاة تُعتبر من أحب الأعمال إلى الله.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني.” (صحيح الجامع)
سرور تدخله على مسلم أحب الأعمال إلى الله
يرى البعض أن جلب السرور إلى قلب المسلم يعد من أفضل الأعمال عند الله عز وجل وأكثرها تقربًا إليه.
فالابتسامة في وجه أخيك تعتبر صدقة، وفك كرب المكروبين يعد من أعلى مراتب الصدق في الطاعات.
مساعدة الآخرين تعتبر نعمة من الله قد لا تتاح للآخرين، وقد ييسر الله لك الفرصة لتكون عونًا للغير وتأخذ الأجر على ذلك.
وفي الحديث الشريف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا.”
أعمال صالحة يحبها الله من عباده
هناك مجموعة من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى من عباده، كما أشار القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى أهمية تلك العبادات في التقرب منه، وأبرزها ما يلي:
- إقامة الصلوات الخمس في مواعيدها المحددة دون تكاسل، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- «عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غدا إلى المسجد وراح، أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح). متفق عليه».
- إيتاء الزكاة ودفع الصدقات تعتبر أيضًا من أفضل الأعمال عند الله.
- وفي ذلك يروي حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
- «عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة نور، والصيام جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
- صوم شهر رمضان المبارك وإتمام شعائره، بالإضافة إلى الصيام في غير أيام رمضان.
- استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- «من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا».
- حج بيت الله الحرام لمن استطاع، إذ يعد الحج مكفرًا للذنوب كما ذكر رسول الله:
- «عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدت أمه» (رواه البخاري ومسلم).
هل الاستغفار والعفو من أحب الأعمال إلى الله؟
- الاستغفار الدائم، وذكر الله بشكل مستمر عند ارتكاب الذنب أو المعصية، والندم على ما فعل.
- كما ورد عن الله سبحانه وتعالى:
- بسم الله الرحمن الرحيم «والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون» (آل عمران ١٣٥).
- العفو عند المقدرة، والتسامح مع الآخرين، كما نجد في قول الله عز وجل:
- بسم الله الرحمن الرحيم «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤)» (آل عمران).
توجد أيضًا العديد من الأعمال الأخرى التي تُعتبر من أفضل الأعمال عند الله وأقربها إليه والتي تم ذكرها في مواضع مختلفة.