تُعتبر الشهادة مصطلحًا إسلاميًا يُطلق على من يُقتل في سبيل الله، ويتميز الشهيد في الإسلام بمكانة خاصة بالإضافة إلى مجموعة من الأحكام والسنن المتميزة. من خلال هذا المقال، سوف نُجيب عن تساؤل يتعلق بما إذا كان المحروق شهيدًا وفقًا لمعتقدات الشيعة، ونوضّح أسباب التسمية، ونستعرض الشهادة في القرآن الكريم، وكذلك الخصائص التي تميز الشهيد عن غيره. كما سنتعرف على سيد الشهداء.
هل يُعتبر المحروق شهيدًا عند الشيعة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة التي تموت في أثناء الولادة شهيدة.” وبناءً على ما ورد في حديث الرسول، فإن كل من يموت محروقًا يُعد شهيدًا، لكن لا يُمكن أن نقول بشكل قاطع إن فلانًا شهيد لمجرد أنه مات بالحرق لأن ذلك يتطلب معرفة منزلته. بشكل عام، يُعتبر من مات بالحرق شهيدًا، لكن الشهادة لا تُنسب لشخص بعينه. أما الشيعة، فهم يرون أن من يُحرق لا يجوز دفنه دون غسل أو كفن.
سبب تسمية الشهيد بهذا الاسم
يُطلق على الشهيد هذا اللقب لأنه مشهود له بالجنة بموجب نصوص القرآن والأحاديث، سواء لأن الملائكة شهدت موته تكريمًا له، أو لأنه حي عند ربه، أو لأنه يشاهد ملكوته وعرشه.
الشهادة في القرآن الكريم
تحظى الشهادة بمكانة عالية في القرآن، حيث قال الله تعالى: {لَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [سورة آل عمران: 157]. كما تتحدث سورة الأحزاب عن المؤمنين الشهداء ووفائهم بعهودهم مع الله، فقال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [سورة الأحزاب: 23].
يُعتبر الشهيد من الأحياء بنص القرآن، حيث قال الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ} [سورة البقرة: 154]، وأيضًا: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران: 169].
خصائص الشهيد
يمتاز الشهداء بمميزات خاصة تحصرهم الله بها، ويمكن إظهار ذلك من خلال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “للشهيد عند الله سبع خصال: يُغفَر له في أول دفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويُحلّى بحُلة الإيمان، ويُزوَّج اثنين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويُشفع في سبعين إنسانًا من أهل بيته.”
من هو سيد الشهداء؟
للشهادة مراتب متعددة، وقد أطلق لقب سيد الشهداء على حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي استشهد في غزوة أحد، ثم أُطلق نفس اللقب على الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاده في يوم عاشوراء.
بهذا، نكون قد أجبنا على التساؤل حول ما إذا كان المحروق شهيدًا عند الشيعة، وتناولنا أسباب التسمية والخصائص الفريدة للشهداء. كما استعرضنا موضوع الشهادة في القرآن الكريم وعرّفنا بسيد الشهداء.