كتاب الرحلة
يُعتبر كتاب “الرحلة”، المعروف أيضاً بـ “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، أحد أعظم الأعمال للرحالة ابن بطوطة. يُعد هذا الكتاب وثيقة هامة تُسلط الضوء على العديد من جوانب التاريخ الإسلامي، بما في ذلك النواحي السياسية والثقافية والاجتماعية. يقدم ابن بطوطة تجارب أسفاره بأسلوب إنساني فريد، مما يجعل رواياته عن رحلاته في مناطق مثل آسيا الصغرى، وشرق وغرب أفريقيا، والمالديف، والهند، مصدراً تاريخياً قيماً لتلك المناطق. كما تضم الأجزاء المتعلقة بالشرق الأوسط تفاصيل ثرية تتعلق بالجوانب الاجتماعية والثقافية المختلفة.
ما يميز هذا العمل أدراً إلى جانب توثيق أسفار ابن بطوطة هو استعراض شخصيته عبر السرد. تكشف كتاباته عن وجهات نظر وآراء مسلم من الطبقة المتوسطة خلال القرن الرابع عشر. تم تنظيم النص الكامل للكتاب بين عامي 1853 و1858 في أربعة مجلدات بواسطة دوفريميري وسانغنيتي مع الترجمة الفرنسية، ثم أُعيدت ترجمته بالكامل إلى الإنجليزية على يد هاملتون جب في عام 1929.
أهم رحلات ابن بطوطة
رحلة الصين
تناول ابن بطوطة في رحلاته إلى الصين تطور المجتمع هناك، حيث ركز على وصف الخزف الصيني الشهير والسفن الضخمة. وأشار إلى حرص الصينيين على توثيق صور جميع المهاجرين والزوار الذين مروا عبر أراضيهم. وأكد أنه وجد صورته في كل مدينة من المدن التي زارها أثناء عودته إلى الصين. يُنسب ابن بطوطة هذا العرف إلى حرصهم الشديد على الأمن؛ حيث يمكنهم إذا ارتكب أحد هؤلاء المهاجرين جريمة وهرب، إرسال صورته إلى أماكن بعيدة للبحث عنه.
رحلة القاهرة
وصل ابن بطوطة إلى القاهرة في وقت كانت المدينة تعاني من اكتظاظ سكاني كبير. كانت القاهرة في تلك الفترة عاصمة مصر، وقد وصف سكانها بالتنوع، حيث ضمت المدينة جميع فئات المجتمع من العلماء والجهلاء، وذوي المكانات الرفيعة والوضيعة. وشبّه حركة سكانها بضغوطات أمواج البحر. وبلغ عدد سكان القاهرة آنذاك تسعة ملايين نسمة، مما جعلها واحدة من أكبر المدن في أفريقيا والشرق الأوسط في ذلك الوقت.