أنواع الحديث الضعيف المرتبط بالطعن في الراوي
يجب أولاً فهم أن تقييم الحديث من حيث الصحة أو القبول يعتمد على توافر مجموعة من الشروط الأساسية، وهي كما يلي:
- اتصال السند.
- عدالة الرواة.
- ضبط الرواة.
- السلامة من الشذوذ.
- السلامة من العلة القادحة.
إن أي خلل في أحد هذه الشروط يؤدي إلى خروج الحديث من دائرة القبول إلى دائرة الرفض. ومن الواضح أن الشرطين الثاني والثالث مرتبطان بحالة الراوي، وهو ما سيتم توضيحه في هذا المقال -إن شاء الله- لاحقاً.
ألقاب الحديث المردود نتيجة لعلة في الراوي
أكثر المصطلحات الشائعة لدى المحدثين لوصف الحديث الضعيف تتضمن “ضعيف”، “ضعيف جداً”، و”موضوع”. تُستخدم هذه الألفاظ عند وجود خلل في شرط واحد أو أكثر من شروط الصحة. على الرغم من ذلك، ليس من الضروري أن يتطابق المنطوق مع السبب الرئيس لضعف الحديث. من بين الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الحكم على الحديث بالوضع أو الضعف، نجد:
- كذب الراوي.
عندما يتواجد كاذب في سلسلة روات الحديث، يُعتبر الحديث موضوعًا.
- اختلال الضبط عند أحد الرواة.
يتم وصف الحديث بأنه ضعيف أو ضعيف جداً أو متروك أو واهٍ أو منكر، بناءً على درجة اختلال الضبط لدى الراوي. على الرغم من أن محاولة تمييز دقيق لكل لقب قد تكون صعبة أو حتى مستحيلة، ينبغي أن نفهم أن كل الأمور تدور حول مفهوم اختلال الضبط لدى الرواة.
تحديد الألقاب وفقاً للاستخدام الشائع
من المهم التأكيد على أن الحديث عن العلل المتعلقة باتهام الراوي يشير بشكل خاص إلى اختلال هذه الشروط، على الرغم من أن بعض الألقاب التي سيتم ذكرها قد تتداخل مع علل أخرى؛ حيث يُطلق نفس اللقب على الحديث الذي يعاني من علة غير مرتبطة بالطعن في الراوي:
- الحديث الموضوع.
هذا النوع يحتوي على راوٍ كاذب، ومن الضروري الإشارة إلى أنه لا يجوز رواية هذا الحديث، إلا بغرض توضيح كذبه على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- الحديث الضعيف.
يُستخدم غالباً لوصف الحديث الذي فيه راوٍ مجهول، أو راوٍ لم يصل مستوى ضبطه إلى درجة الحديث الحسن، ولم يكن كثير الغلط.
- الحديث الضعيف جداً.
يستخدم هذا المصطلح غالباً للإشارة إلى الحديث الذي يحتوي على راوٍ كثير الغلط.
- الحديث الوهي أو المنكر.
يُستخدم للحديث الذي فيه راوٍ أخطاءه أكثر من صوابه.
- الحديث المدلس.
يُعد هذا اللقب متعلقاً بفئة الحديث من حيث انقطاع السند، لكنه يدمج بين جوانب متعددة؛ حيث يرتبط بالتدليس وبتقطع السند في بعض أنواعه، ولذلك فمن المناسب أيضاً تصنيفه ضمن أنواع الحديث الضعيف المرتبط بالطعن في الراوي.
تنوع الألقاب تحت الحديث الضعيف
تباينت آراء المحدثين حول تعداد الألقاب الخاصة بالحديث المردود نتيجة لاختلال شرط واحد أو أكثر من شروط الصحة؛ حيث حصرها البعض في خمسة وأربعين لقباً، بينما رأى آخرون أن العدد يصل إلى خمس مئة وعشرة ألقاب.