يتساءل العديد من المسلمين عن حكم الصيام في حال حدوث الاحتلام، وما هو موقف من يحتلم أثناء نهار رمضان وهو نائم. فالإفطار في رمضان يعتبر من الأمور التي تسبب الندم للكثيرين، نظرًا لأن الشهر الفضيل لا يأتي إلا مرة واحدة كل عام. لذلك، سيتناول موقعنا من خلال هذا المقال مسألة تأثير الاحتلام على الصيام وحكم من وقع في ذلك.
هل يفسد الصيام في حال الاحتلام؟
قبل الخوض في جواب هذا السؤال، يجب توضيح أن الاحتلام هو ظاهرة طبيعية تحدث بشكل عفوي ولا يملك الشخص التحكم فيها.
بخصوص السؤال حول ما إذا كان الصيام يبطل في حالة الاحتلام، فإن الإجابة هي أنه لا يفسد. كما ذكرنا سابقًا، فإن الاحتلام يحدث بشكل طبيعي، ويجب على الشخص المحتلم أن يغتسل ويواصل صومه دون أن يكون عليه إثم أو حرج في ذلك، والله أعلم.
حكم الاستمناء في رمضان
يعد الاستمناء من الذنوب الكبرى، حيث ينتج عنه شعور بالذنب والقلق. هذا الفعل غالبًا ما يصاحبه النظر إلى المحرمات، وله تأثير سلبي على الصحة النفسية والجسدية.
لذا، فإن الشخص الذي يمارس الاستمناء في الليالي الرمضانية عليه أن يتوب ويشعر بالندم، ومن الضروري أن يغتسل ليتمكن من أداء الفرائض كالصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات التي تستلزم الطهارة. أما من ارتكب هذا الفعل في نهار رمضان، فهو قد ارتكب خطيئة كبيرة، ويتعين عليه إكمال صيامه والامتناع عن الطعام والشراب، بالإضافة إلى قضاء ذلك اليوم بعد انتهاء شهر رمضان. ويجب على أولئك الذين يمارسون الاستمناء أن يتوقفوا عن ذلك، لأنه فعل يغضب الله ويضر بالصحة.
مفسدات الصوم
هناك بعض الأفعال التي تفسد صيام الشخص إذا ارتكبت عمدًا مع العلم بأنها مما يبطل الصيام، وسنستعرضها فيما يلي:
- يعتبر تناول الطعام والشراب خلال النهار من أبرز مفسدات الصوم، حيث لا يجوز للصائم ابتلاع أي طعام أو شراب أثناء النهار. ومع ذلك، يُسمح بتناول الطعام والشراب في أضيق الحدود شرط تعويض ذلك اليوم. كما يسمح للمسافرين والمرضى بالفطر، ولكن يتوجب عليهم قضاء الأيام التي أفطروا فيها بعد انتهاء الشهر الفضيل.
- الجماع هو من أشهر ما يفسد الصيام، ويستدعي كفارة، وتعتبر هذه الكفارة من أشد العقوبات، لتجنب الوقوع فيها مرة أخرى. ويجب على من وقع في ذلك تقديم كفارة مثل عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينًا من طعام أهل البلد.
آداب رمضان
توجد عدة آداب يتعين على المسلم اتباعها أثناء صيام شهر رمضان، مثل غض البصر وترك المعاصي. إذ أن النظر إلى المحرمات يمكن أن يسهم في تراكم أسباب الاحتلام، حتى إذا حدث الاحتلام أثناء النوم بشكل غير مقصود، إلا أنه قد يتأثر بتلك المشاهد.
ومن المستحب للمسلم قراءة جزء يومي من القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله وتسبيحه، والدعاء، حيث أن شهر رمضان هو شهر استجابة الدعوات.
بهذا، نكون قد انتهينا من مقال اليوم الذي ناقش حكم الاحتلام أثناء نهار رمضان، وأوضحنا فيه آداب الشهر المبارك ومفسدات الصوم، بالإضافة إلى حكم الاستمناء في رمضان، وأجبنا عن تساؤل “هل يبطل الصيام في حال الاحتلام؟” وكيف يُتعامل مع من احتلم وهو نائم خلال ساعات الصوم.