يتساءل الكثيرون عن مصير النبي عيسى بن مريم في تحرير فلسطين والقدس، كما يتطلعون لمعرفة موعد ظهوره. حيث ورد في حديث النبي محمد صل الله عليه وسلم قوله: “لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى ينزِلَ عيسى ابنُ مريم”. في هذا المقال، سنستكشف ما إذا كان عيسى عليه السلام سيقوم بتحرير فلسطين والقدس.
هل سيقوم عيسى بن مريم بتحرير فلسطين
والقدس؟
تناولت العديد من الأحاديث النبوية نزول عيسى بن مريم إلى الأرض قبل قيام الساعة، حيث يواجه المسيح الدجال في منطقة الشام وبيت المقدس. وبحسب الأحاديث، يُعتقد أن عيسى بن مريم سيقضي على الدجال في منطقة رملة لد، التي تقع اليوم ضمن مدينة تل أبيب.
يُقال أن عددًا كبيرًا من المسلمين والمؤمنين سينضمون إلى عيسى بن مريم للقتال ضده وضد أعوانه من الصهاينة والكفار. وفي هذا السياق، يرد في الحديث النبوي ما يُشير إلى أن النصر سيكون حليفًا لمعسكر الإيمان، حيث يذكر النبي محمد صل الله عليه وسلم: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ ورائِي فاقْتُلْهُ”.
تحرير فلسطين والقدس كما ورد في القرآن
بعد التطرق إلى نزول عيسى عليه السلام وقياماته، دعونا نتناول كيف تم تناول موضوع تحرير فلسطين والقدس في القرآن الكريم. حيث أشار الله تعالى في سورة الإسراء إلى المسجد الأقصى وبني إسرائيل، موضحًا بعض الآيات المتعلقة بهما.
قال الله تعالى في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرَضِ مَرَتَيْنِ وَلَتَعْلُّنَّ عُلُواً كَبِيراً * فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً*).
تشير هذه الآيات إلى أن بني إسرائيل كانوا يفسدون في الأرض، مما استدعى غضب الله وعقوبته لهم بإرسال أقوام أقوياء لينهوا فسادهم.
كما جاء في سورة الإسراء: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً).
تظهر هذه الآيات كيف أن الله قد أعطى بني إسرائيل فرصًا للتوبة، ولكن حذرهم من العواقب الوخيمة إذا أساءوا التعامل مع تلك الفرص، مشيرًا إلى وعد الآخرة.
دعاء لأهل فلسطين والقدس
يثير الألم والمعاناة التي يعاني منها أهل فلسطين والقدس بسبب الجرائم التي ترتكبها القوات الصهيونية مشاعر الحزن الشديد. ويعتمد المسلمون على الدعاء كوسيلة لتخفيف المعاناة ومنح الأمل لأهل فلسطين. نقدم فيما يلي دعاءً لنصرة أهل فلسطين والقدس:
- اللهم، إن أيدينا مرفوعة إليك، وضعفنا واضح في عينيك، وذلنا لا يخفى عليك. يا رحيم، نحن واقفون ببابك نلتمس رحمتك ونعوذ بعذابك. اغث أهل القدس، اللهم اقهر أعدائهم من الصهاينة، واجعل زلزالًا يزلزل الأرض تحت أقدامهم.
- اللهم، يا من بيده ملكوت كل شيء، يا من تقهر الكافرين ولا يُقهر، نسألك نصراً وعونًا لإخواننا في القدس. انقطع بنا الأمل إلا بك، فكن بأعيننا وكن عونًا لنا.
نختتم هذا المقال بالتأكيد على أن عيسى عليه السلام سيقوم بتحرير فلسطين والقدس كما ورد في أحاديث النبي محمد صل الله عليه وسلم. وكما هو مذكور في القرآن، فإن بني إسرائيل مصيرهم الهلاك إذا ما عادوا إلى ظلمهم. نسأل الله أن تعود الأرض إلى أصحابها، وأن يحقق الله النصر والتمكين للمظلومين.