موقع مسجد السيدة نفيسة
يُعتبر مسجد السيدة نفيسة من المعالم الدينية الهامة في جمهورية مصر العربية، حيث يقع في العاصمة القاهرة. يُعد هذا المسجد وجهةً مفضلة للزوار نظرًا لتاريخه العريق، إذ أسس في العام 1314 هجريًا، الموافق 1897 ميلاديًا، بالشكل الحالي الذي يميزه اليوم.
يتضمن المسجد ضريح السيدة نفيسة، بالإضافة إلى ضريح السيدة جوهرة، خادمة السيدة نفيسة. كما يحتوي المسجد على مدخل مخصص للرجال وآخر للنساء، ويمتاز بممر طويل يؤدي إلى المقام الشريف. الزوار سيجدون أيضًا مقصورة نحاسية تحيط بالضريح، وقد شهد المسجد العديد من عمليات الترميم على مر العصور لما له من مكانة رفيعة في قلوب المسلمين.
نبذة عن السيدة نفيسة
نسبها وميلادها
السيدة نفيسة هي واحدة من عائلات آل البيت، فهي ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وُلِدت في مكة المكرمة، لكنها انتقلت إلى مصر في عام 193 هـ، الموافق 809 ميلادي. عاشت في مصر حتى وفاتها، وكانت -رضي الله عنها- مثالًا عظيمًا للتقوى والعبادة، حيث كانت صوّامة وقوّامة، واحتفظت بكتاب الله تعالى، فضلاً عن كونها عالمة في الفقه والتفسير وزاهدة في الدنيا.
وفاتها
تُعتبر السيدة نفيسة من أكثر الأشخاص وداعةً وزهدًا في هذه الدنيا، حيث كانت تشتاق إلى الله -عز وجل- بشكل كبير. يُروى أنها توفيت أثناء صيامها، وقد نصحها المقربون منها بالإفطار بسبب شدة المرض، لكن ردها كان، “معاذ الله!” إذ قالت إنها قد دعت الله ثلاثين عاماً أن يتوفاها وهي صائمة، كيف لها أن تفطر الآن؟!
انتقلت روحها إلى بارئها وهي تتلو قوله -تعالى-: (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ). وكانت وفاتها في عام 208 هـ، الموافق 824 ميلادي.
الشخص الذي بدأ في بناء الضريح المعروف بـ “مشهد السيدة نفيسة” هو الأمير عبيد الله بن السري بن الحكم. وفي عصر الخليفة المستنصر بالله، أُعيد تجديد الضريح في عام 482 هـ. كما قام الخليفة الحافظ لدين الله بتجديده في عام 532 هـ.
بعد مرور مئتي عام، وفي فترة حكم الناصر محمد بن قلاوون، تم بناء المسجد بجانب الضريح. وقد قام الأمير عبد الرحمن في عام 1173 هـ بتجديد المسجد والضريح. في العهد العثماني، وأخيرًا في عام 1314 هـ، أصدر الخديوي عباس باشا الثاني أمرًا بإعادة بناء المسجد والضريح، ولا يزال المسجد قائمًا ليحتضن المصلين حتى يومنا هذا.