أهمية المدرسة الطبيعية
تعود فكرة تطوير المدرسة الطبيعية إلى نهاية عصر النهضة، حيث واجه التعليم أزمة واضحة نتيجة الانهيار الذي تلا ظهور الترف والزهديات، إلى جانب الهيمنة الدينية والنقص في الحركة الإنسانية. هذه الظروف دفعت المفكرين إلى التفكير في أساليب جديدة للتعليم.
ظهرت الفلسفة الطبيعية كأحد الحلول التي سعت إلى استعادة النشاط التعليمي بما يتماشى مع القوانين التي تفرضها الطبيعة، مع التركيز على تحفيز الخبرات والرحلات التعليمية. بناءً على ذلك، يُعتبر استخدام العقاب البدني متعارضًا مع المبادئ الأساسية لهذه الفلسفة، التي تدعو لتحفيز الذات ورفض أي نوع من الاستبداد الذي يعوق التطور الذاتي للطفل.
من بين أبرز المدافعين عن البعد الإنساني وتطوير الفلسفة الطبيعية كان جان جاك روسو، الذي قدم أفكاره في كتابه الشهير “إميل”. حيث وضح تأثير الطبيعة في تعزيز نمو الأطفال. أشار روسو إلى أهمية تنشئة الطفل بشكل سليم بعيدًا عن القيود التي تفرضها المدارس والمناهج التقليدية، مؤكدًا على ضرورة إزالة الحواجز التي تعيق نمو الطفل وحرية تفكيره.
أفكار المدرسة الطبيعية
تقوم المدرسة الطبيعية على مجموعة من الأفكار الرئيسية، منها:
- ضرورة تعديل الفكر القديم الذي كان سائدًا في المجتمع، والذي كان يفرق بين مالكي الأراضي بشكل يجعلهم بعيدين عن الحلم المجتمعي، مع التركيز على التوجيه نحو الرأسمالية والصناعة كطريق للنمو.
- التأكيد على أهمية القانون الطبيعي في توجيه السلوك الاجتماعي والاقتصادي.
- التعريف بأن الثروة المستدامة تأتي من الزراعة، وليس من التجارة أو الصناعة أو أي حرفة أخرى.
- عمل فرنسوا على وضع نموذج اقتصادي يوضح كيفية انتقال المنتجات من الفلاحين إلى مؤجري الأرض وأصحاب المصانع والتجار، مما يعكس حركة الأموال العائدة إلى الفلاحين.
نظرية المدرسة الطبيعية
تبنى علماء المدرسة الطبيعية فكرة أن اكتساب المعرفة يتم عبر الحواس، حيث يُفترض أن يوضح الكتاب بدقة ما يلاحظونه. وتعتبر نظرية المدرسة الطبيعية أكثر تشاؤمًا مقارنة بالمفكرين في المدرسة الواقعية، حيث يُعتقد أن الأفراد يمكنهم اختيار تصرفاتهم بشكل افتراضي، وهو ما يتعارض مع أفكار الواقعيين.
يعتقد علماء المدرسة الطبيعية أن تصرفات الأفراد ناتجة عن صفاتهم الوراثية أو البيئة التي يعيشون فيها، أو مزيج من الاثنين. ويؤكدون أن الأفراد لا يمكنهم الحياة دون تأثير أيٍ من هذين العاملين أو كليهما، مما يعكس انعدام القدرة على التحكم في الظروف المحيطة بهم.
لقد صوّر هؤلاء العلماء الأفراد وكأنهم محاصرون ببيئتهم، حيث تركزت اهتماماتهم على العناصر الأساسية في الحياة. غالبًا ما تتميز كتاباتهم بالجفاف، مع رؤية عموماً مظلمة تجاه الحياة، مما يعكس مزاجهم المحبط وتوجهاتهم الانفعالية تجاه الأفراد الأقوياء، حيث يمزج ذلك بين الشفقة والإعجاب.