حثّ الإسلام على الابتعاد عن المعاصي والذنوب، بما في ذلك الكبائر والسبع الموبقات. يثير الكثيرون تساؤلات حول الفرق بين الكبائر والسبع الموبقات، ولكن الحقيقة هي أن السبع الموبقات تُعتبر أشكالًا من الكبائر، وقد شدد الدين الإسلامي على تحريمها. وقد أوضح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن من يلتزم بالصلاة المفروضة ويبتعد عن الكبائر والسبع الموبقات، سيلقَى مكانه في الجنة.
الفرق بين السبع الموبقات والكبائر
- تعتبر السبع الموبقات من أعظم الكبائر التي تهدد مصير العبد في الآخرة، إذ تجعل من يرتكبها خالداً في نار جهنم إذا لم يتب قبل وفاته.
- قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في حديث شريف: (اجتنبوا السبع الموبقات)، ثم تم توضيحها كالتالي: الشرك بالله، السحر، قتل النفس، الربا، أكل مال اليتيم، التولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات.
- تتضمن الكبائر العديد من الذنوب، ويُحتمل أن يغفر الله لمن ارتكبها بعد التوبة، لكن السبع الموبقات تُعد من أعظم الكبائر، ولا يُغفر لعاصيها إلا بعد عذاب شديد في الدنيا والآخرة.
- في حديث آخر، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يبتعد عن الكبائر والسبع الموبقات سيدخل الجنة، حيث قال: (ما من عبد يصلي الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر، إلا فتحت له أبواب الجنة ويقال له ادخل بسلام).
ما هي السبع الموبقات؟
الشرك بالله
يعتبر الشرك بالله من أكبر الذنوب على الإطلاق، وهو ذنب لا يغفره الله إذا مات شخص عليه دون توبة. بينما يُعذب مرتكب الذنوب الأخرى في الدنيا والآخرة، فإنه سيدخل الجنة بعد فترة، لكن الشرك بالله يترتب عليه الخلود في النار.
السحر
يُعد السحر من أخطر الذنوب لأنه يتطلب من الساحر تقديم قرابين للجن، مما يعد عبادة للشياطين. تعتبر ممارسات السحر من أنواع الشرك بالله، حيث يرتكب الساحر كفراً بخروجه عن تعاليم الدين.
الساحر لا يؤذي نفسه فقط، بل يؤذي الآخرين أيضاً من خلال أفعاله.
قتل النفس
هناك حالات مُشروعة لقتل النفس، مثل الحرب ضد الكفار أو المرتدين عن الدين، ولكن في جميع الحالات الأخرى يُعتبر القتل جريمة عظيمة تؤدي إلى عذاب كبير في الدنيا والآخرة.
الربا
يعني الربا الحصول على أي زيادة غير مشروعة على الأموال، كما في حالة إعطاء شخص لآخر مبلغ من المال مع اشتراط الزيادة بعد فترة معينة. وقد قال الله تعالى: (وأحل الله البيع وحرم الربا)، وأيضاً (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا). كما روى الرسول صلى الله عليه وسلم حديثاً يقول فيه: (لعن الله آكل الربا وموكله).
أكل مال اليتيم
يعتبر أكل مال اليتيم من الكبائر المحذر منها، حيث إن اليتيم هو من فقد والديه أو أحدهما في صغره، لذا فإن من واجب المجتمع حماية حقوقه وأمواله.
التولي يوم الزحف
الذي ينسحب من المعركة في حالات الحرب ضد الكفار يعتبر منافقاً وجباناً، ومن الممكن أن تسبب انسحاباته هزيمة إخوانه.
قذف المحصنات
تُعد قذف المحصنات من السبع الموبقات، حيث تُتهم النساء العفيفات المؤمنات بالفاحشة دون دليل، ومن يتهم امرأة شريفة بالزنا يجب أن يأتي بأربعة شهود وإلا يتحمل عواقب عذابه في جهنم.
يمكنكم الاطلاع أيضاً على:
ما هي الكبائر؟
تُعرَف الكبائر بأنها أعظم الذنوب التي حرمها الله، وتترتب عليها عواقب وعقوبات في الدنيا والآخرة، مثل السرقة والزنا والقتل، وهي أفعال تهلك مرتكبها.
اختلفت آراء العلماء حول عدد الكبائر، فقيل إن عددها يصل إلى 70 أو أكثر، ولكن التوبة والندم يُكفِّران بعض الكبائر، باستثناء الشرك بالله الذي يعد أعظم الذنوب.
لذا، يمكننا القول إن السبع الموبقات تمثل سبعة أنواع محددة من الكبائر، وهي الأكثر خطورة، في حين أن الكبائر بشكل عام أوسع وأشمل.
تحريم الموبقات والكبائر في القرآن الكريم
فيما يلي بعض الآيات التي تحرم الموبقات والكبائر:
- تحريم الشرك في قوله تعالى: لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.
- تحريم السحر في قوله تعالى: ولا يفلح الساحر حيث أتى.
- تحريم القتل بدون وجه حق في قوله تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.
- تحريم أكل الربا في قوله تعالى: يمحق الله الربا.
- تحريم أكل مال اليتيم في قوله تعالى: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن.
- تحرم الكبائر مثل قول الزور، كما ورد في قوله تعالى: واجتنبوا قول الزور.
هل يمكن حصر الكبائر؟
قال ابن عباس: الكبائر أقرب إلى السبعين منها إلى السبع. من المهم أن نفهم أن الحديث الذي تحدث عن السبع الموبقات لم يُقصد به تحديد الكبائر بشكل نهائي، فهناك أفعال عظيمة لم تُذكر، وستبقى محلاً لغضب الله وعقابه.