التلوث النفطي وسبل مكافحته
يُعتبر النفط، المعروف أيضاً بالزيت الخام أو “الذهب الأسود”، سائلًا لزجًا وقابلًا للاشتعال، يراوح لونه بين الأسود والأخضر الداكن. يتم استخراج الزيت الخام من طبقات القشرة الأرضية العليا باستخدام تقنيات متخصصة.
تتباين أنواع الزيت الخام بناءً على أساليب الاستخراج ومواقعها، مما يؤدي إلى اختلافات ملحوظة في الشكل والتركيب.
أهمية النفط
- يسهل نقل النفط وتخزينه.
- يُستخدم النفط في إنتاج مشتقات متعددة، بالإضافة إلى دخوله في صناعة البتروكيماويات.
- يُعتبر من مصادر الطاقة النظيفة.
- تحتاج العديد من الآلات، مثل وسائل النقل، إلى مشتقات النفط.
- يعتبر ركيزة أساسية في دعم النمو الاقتصادي الوطني.
- لديه تأثير بارز في تعزيز المستوى الاقتصادي العالمي.
أنواع النفط
كما تم الإشارة، تختلف أنواع النفط باختلاف خصائصها الفيزيائية والكيميائية تبعًا لموقع استخراجها، مثل اللزوجة ودرجة السُمّية والخاصيات الأخرى.
تشمل أنواع النفط:
- زيت خفيف جداً (مثل بنزين السيارات والوقود المستخدم للطائرات).
- زيت خفيف (مثل زيت الديزل المستخدم في المولدات).
- زيت متوسط (أغلب أنواع الزيت الخام).
- زيت ثقيل.
مشتقات النفط
تتكون مشتقات النفط من مواد تم تكريرها واستخراجها من الزيت الخام، وتتولد هذه المنتجات بعد خضوع الزيت الخام لعمليات متعددة من التكرير، حيث يبدأ الأمر بتسخينه ثم يتم تقطيره وفصل الغازات فيه، حتى الوصول إلى المنتج النهائي. وأكثر مشتقات النفط شيوعًا هي:
- البنزين.
- الديزل.
- وقود التدفئة.
- وقود الطائرات.
- الكيروسين.
- وقود السفن والمصانع.
- غازات سائلة وجافة.
- فحم الكوك.
- مواد إسفلتية تستخدم في تمهيد الطرق.
- زيوت التشحيم.
مصادر التلوث النفطي
تنقسم مصادر التلوث النفطي إلى قسمين: الطبيعية والصناعية.
من بين المصادر الطبيعية للتلوث النفطي:
تسريبات من باطن الأرض.
أما مصادر التلوث النفطي الصناعية:
- التنقيب عن النفط.
- ناقلات النفط، حيث تزداد نسبة الحوادث خلال النقل، مما يؤدي إلى التسريبات أثناء التفريغ أو التحميل.
- المصانع.
آثار التلوث النفطي
تشمل آثار التلوث النفطي تأثيرات سلبية على البيئة والاقتصاد.
الآثار السامة للنفط
- زيت الخام ومشتقاته تعتبر خطيرة للغاية، حيث تصدر الجزيئات المتسربة أو المتبخرة غازات ضارة، كما يحتوي النفط، وخاصة الخام، على غازات سامة مثل كبريتيد الهيدروجين.
آثار النفط على الحياة البحرية
- يُعتبر النفط مادة سامة وخطيرة على الحياة البحرية مما يؤدي إلى نفوق العديد من الكائنات الحية، وبعض الأنواع قد تواجه خطر الانقراض نتيجة تراجع أعدادها.
يمكن تقسيم الضرر الناتج عن التسرب النفطي إلى نوعين:
- الأول: ضرر فوري، يلحق الأذى بالكائنات والنباتات السطحية أو القريبة من السطح.
- الثاني: ضرر طويل الأمد، من خلال تحلل جزيئات النفط في الماء، مما يؤثر على توفر الغذاء للكائنات البحرية على المدى الطويل.
آثار النفط على الصناعة
- تنطوي المخاطر على المصانع ومصافي الزيت، حيث يمكن أن تشكل تسريبات النفط خطر الانفجارات أو الحرائق الكبيرة.
- يمكن أن تؤثر التسريبات أيضًا على محطات التحلية، حيث قد ت contaminant المياه العذبة بالمواد السامة، مما يتطلب إيقاف العمل في تلك المحطات لفترات طويلة.
الآثار الاقتصادية لتسرب النفط
تشمل الأضرار الاقتصادية الناتجة عن تسرب النفط آثارًا جسيمة، حيث تهدد الثروة السمكية، وتكون تكاليف تنظيف الشواطئ مرتفعة للغاية، بالإضافة إلى المخاطر التي قد يفرضها إيقاف محطات التحلية أو وقوع الحرائق والانفجارات.
أولويات مكافحة التلوث النفطي
- حماية البيئة من الأضرار الناجمة عن التسرب.
- المحافظة على الأرواح من آثار التسرب السامة أو المخاطر المرتبطة بالحرائق والانفجارات.
- حماية الموارد الاقتصادية المهدرة والبيئية نتيجة التسرب.
كيفية تفاعل النفط المتسرب
- الترسيب.
- التحلل البكتيري.
- الانتشار.
- التبخر.
- التحلل الطبيعي.
- خليط الماء والنفط.
- الذوبان.
- الأكسدة.
- الانجراف.
- الترسب.
العوامل المؤثرة في مكافحة تسرب النفط
- تعتمد على نوع الزيت والكمية المسكوبة.
- الأحوال الجوية المحيطة بمنطقة التسرب.
- موقع التسرب.
- اللوائح التنظيمية المطلوبة.
- عدد أعضاء فرق مكافحة التسرب وسرعة استجابتهم للموقع بغرض معالجة الوضع قبل تفاقمه.
أساليب الوقاية ومكافحة التسربات النفطية
تتوزع طرق الوقاية والحماية على ست نقاط أساسية، وهي:
أولاً: المكافحة الميكانيكية
- استخدام الحواجز المطاطية، التي تهدف إلى حماية المياه ومنع الزيت من الانتشار أكثر.
- تغيير اتجاه الزيت المنسكب بعيدًا عن المناطق الحيوية والشواطئ وجمع الزيت ليتم كشطه من سطح الماء.
ثانياً: المكافحة الكيميائية
- يتم هنا رش بقع الزيت التي تسربت بمواد كيميائية تعرف بالمشتتات، أو مواد تعمل على توزيع البقع.
- يجري إحاطة بقع الزيت بمواد كيميائية تستقر تحت الماء، مما يخلق سطحًا عازلًا، وبالتالي يقلل من الضرر البيئي.
- لكنها لا تُستخدم دائمًا، بل تحت ظروف محددة، بعد الحصول على الموافقة من الجهات المعنية.
- تشمل العمليات الكيميائية أيضًا تلك العامة التي تُستخدم لتسريع التحلل البكتيري للنفط.
- ويعتمد ذلك على إضافة المغذيات، مثل النيتروجين والفوسفور، للبقع المتسربة، خاصةٍ النيتروجين لأنه يزيد من عدد البكتيريا الفعالة.
ثالثاً: الحرق في موقع التسرب
- يتم حرق بقع الزيت المتسرب كطريقة لإزالة التصنيع عن سطح الماء.
- يتم ذلك بتجميع وحماية بقع الزيت بحواجز مقاومة للحريق.
- بعد ذلك تُحرق البقعة في مكانها، تحت إجراءات وقائية معينة للتأكد من فعالية العملية.
- هذه الخطوة تعتبر عادةً الخيار الأخير لمكافحة التسرب النفطي، ويشترط الموافقة من الجهات المختصة لاستخدامها.
رابعاً: تنظيف السواحل المتضررة
- تعد عملية تنظيف السواحل المتضررة من التسربات النفطية معقدة للغاية، وتعتبر من أصعب عمليات المكافحة.
- وترتفع تكلفتها بشكل كبير نتيجة لخصائص النفط وصعوبة استخراجه.
- تُستخدم في هذه العملية عدة معدات ميكانيكية، مثل معدات الحفر والتجميع اليدوي.
- تشمل أيضًا معدات ثقيلة، سيارات شفط، ومضخات للماء والبخار، وحاويات لتجميع النفط ومخلفاته.
خامساً: معالجة والتخلص من النفايات
- تنجم حوادث تسرب الزيوت عن كميات هائلة من الزيوت ومخلفاتها، بالإضافة إلى زيوت مختلطة بالماء.
- يجب تجميع هذه المواد باستمرار لتقليل الضرر، وتوفير مواقع مؤقتة لجمعها، وكذلك المعدات اللازمة لحل تلك المشكلة بشكل صحيح.
سادساً: عدم التدخل
- في بعض حالات التسرب النفطي، يُفضل عدم التدخل والسماح للزيت بالتحلل الطبيعي مع حركة الأمواج أو ظاهرة المد والجزر.
- تُعتمد هذه الطريقة بعد دراسة التأثير المحتمل للزيت المنسكب وأثره، بالتعاون مع سلطات الأرصاد وحماية البيئة.