أول من جاد بفرسه في سبيل الله
أشار العديد من مؤرخي التاريخ الإسلامي إلى أن الصحابي الجليل المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- يُعتبر أول من جاد بفرسه في سبيل الله، وكان ذلك خلال غزوة بدر الكبرى. يُعدّ المقداد من أوائل السابقين إلى الإسلام، حيث كان من السبعة الذين أظهروا إيمانهم مبكرًا. وقد وصفه [[بماذا لقب عمرو بن العاص|عمرو بن العاص]] قائلاً: “يقوم مقام ألف رجل”. تميز المقداد بشجاعته كفارس، وبرز كأحد أمهر الرماة، محباً للجهاد في سبيل الله، حيث كان يسرع في الالتحاق بالجهاد في جميع مراحل حياته، سواء في شبابه أو شيبته.
نسب المقداد بن الأسود
هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة، ويُكنّى بأبي الأسود، ويُطلق عليه أيضاً لقب أبو معبد الكندي. وقد تم نسبه -رضي الله عنه- إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري بسبب تحالفه معه وتبنيه له. وهنالك آراء تشير إلى أنه كان عبداً حبشيّاً عند الأسود، أو أنه من حضرموت. تحالف والده مع كندة، بينما تحالف المقداد مع زهرة، مما أدى إلى تبني الأسود له وبالتالي انتسابه إليه. بعيداً عن تفاصيل النسب، كان المقداد -رضي الله عنه- معروفاً بشغفه للجهاد والعبادة، وكان دائماً قريباً من الله تعالى، وابتعد عن الفتن.
هجرة المقداد بن الأسود إلى المدينة المنورة
ورد أن الصحابي المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- لم يهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بشكل علني، بل كان مع صفوف مشركي قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل عندما واجهوا سرية النبي -صلّى الله عليه وسلّم- التي كانت تحت قيادة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. خرج المقداد مع المشركين بهدف التواصل مع المسلمين، وقد انحاز إليهم خلال المواجهة. من المهم الإشارة إلى أن هذه الواقعة لم تكن قتالًا بالسيوف، بل كانت مضاربة بالسهام فقط.