يتساءل العديد من الأشخاص حول أنواع الفرح المختلفة، بالإضافة إلى استفساراتهم عن الفرق بين الفرح المذموم والفرح المحمود. وهو سؤال يتكرر كثيرًا في أذهانهم. سنقوم بتوضيح هذا الفرق بإذن الله، ومن خلال موقعنا سنستعرض هل كل فرح مذموم أم لا، ونستعرض كذلك أنواع الفرح.
أنواع الفرح في حياة الإنسان
يمكن تصنيف الفرح في حياة الإنسان إلى نوعين رئيسيين؛ الأول هو الفرح الذي يجلب السرور وينعكس بصورة إيجابية على الفرد، حيث يكون نتيجة لشكر الله ولا يقود إلى معصيته، وهذا يُعرف بالفرح المحمود. أما النوع الآخر، فهو الفرح الذي قد يؤدي إلى الكبر والغرور، مما يجر صاحبه إلى المعصية وسخط الله، ويُعرف بالفخر المذموم.
ما هو الفرح المحمود واستدلالاته من القرآن
دعونا نتعرف على مفهوم الفرح المحمود واستدلالاته من القرآن الكريم، كما يلي:
الفرح المحمود هو الذي يُدخل السرور على قلب المسلم في دينه ودنياه وفي آخرته، دون أن يتعارض مع إسعاد دينه.
- قال الله تعالى: “فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلك الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا” (سورة الإنسان).
- قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} (عبس/38-39).
- قال الله تعالى: “فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ” (سورة آل عمران).
- قال الله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} (النمل).
- قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} (الروم).
- قال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتم وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} (الزخرف).
ما هو الفرح المذموم واستدلالاته من القرآن
دعونا الآن نعرض مفهوم الفرح المذموم واستدلالاته من القرآن:
الفرح المذموم يشير إلى الفرح الذي يدفع صاحبه للتفاخر والغرور، وينسى حق الله عليه ويجحد بواجباته.
- قال الله تعالى: “اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ” (سورة الرعد).
- قال الله تعالى: “إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ” (سورة القصص).
- قال الله تعالى: “مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا ۚ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ، ذَٰلِكَ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ” (سورة غافر).
ما يجب على المسلم عند الفرح
يجب على المسلم عندما يشعر بفرح أن يعبر عن شكره لله بالكلمات والأفعال، مع الحرص على تجنب التفاخر والغرور، مع الالتفات إلى أن الله يمتحن عباده بالخير والشر لنرى كيف يتصرف الإنسان، لذا اجعل نفسك من القليلين الشاكرين.
ختامًا، تناولنا في هذا المقال موضوع ما إذا كان كل فرح مذموم، واستعرضنا أنواع الفرح في حياة الإنسان، كما تعرفنا على ما هو الفرح المحمود واستدلالاته من القرآن، وناقشنا طبيعة الفرح المذموم واستدلالاته، وأشرنا إلى ما يجب على المسلم فعله عند الشعور بالفرح.