أولاً: كفر الجحود
يشير كفر الجحود إلى الحالة التي يعلم فيها الإنسان بصدق الدين وحقائقه، لكنه يُخفي ذلك ويجحد به، لأسباب متعددة مثل الحسد أو الطمع في متاع الدنيا، وغالبية الكافرين ينتمون إلى هذا النوع من الكفر. قال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُون}.
ثانياً: كفر الإعراض
كفر الإعراض هو حالة من عدم الانتباه لتعاليم الدين وقوانينه، حيث لا يسعى الشخص للسؤال أو التعلم عنها. من الضروري أن يكتسب الفرد المعرفة الدينية ويطبقها ليكون مسلمًا بحق. يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون}.
ثالثاً: كفر النفاق
هذا النوع من الكفر يتجلى في إنكار ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو بعض مما طرحه. النفاق يظهر عندما يبدي الشخص إيمانه للناس، لكنه في قرارة نفسه يكفر بالله ويعادي الرسول وما جاء به. يتجلى إيمانه الظاهري من خلال العبادات مثل الصلاة والصوم والحج والجهاد والشهادة بين المسلمين.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُون * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُون}.
رابعاً: كفر الشك والريبة
يعبر كفر الشك والريبة عن حالة الشك في ما جاء به الرسل، والاعتقاد بأنهم على خطأ. مثل هذا ما ورد في قصة الرجلين، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى أحدهما في سورة الكهف: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}، فرد عليه الآخر: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}.
خامساً: كفر التكذيب
يعني كفر التكذيب الرفض التام لتصديق الرسول وتكذيب القرآن الكريم، مما يعد الشخص كافرًا ويخرجه من ملة الإسلام. ويعتبر هذا النوع من الكفر كفرًا أكبر. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِين}.
لقد أوضح الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أيضًا أسباب هلاك الأمم السابقة التي تتمثل في الكفر ورفض الرسالات السماوية والرسل. وبالتالي، لا يُقبل إيمان المرء إلا إذا كان مؤمنًا بجميع الكتب السماوية وبكافة الرسل.