أبو بكر الرازي
وُلِد أبو بكر الرازي، المعروف أيضاً بمحمد بن زكريا الرازي، في مدينة ري بإيران عام 854 ميلادية. يُعتبر الرازي أحد أعظم الأطباء في العالم الإسلامي. قبل أن يتخصص في الطب، كان لديه خبرة واسعة في الكيمياء، بالإضافة إلى معرفته العميقة في مختلف مجالات العلم. لقد مُكّنته هذه المعارف من تقديم العديد من الإسهامات العلمية الهامة في مجالات الطب، الكيمياء، الرياضيات، والأدب. كما أن مؤلفاته، وبالأخص تلك التي تتعلق بالطب، كانت تشكل مصادر رئيسية للمعلمين والطلاب على حد سواء.
إنجازات أبي بكر الرازي في الطب والصيدلة
أنجز أبو بكر الرازي العديد من الابتكارات في مجالي الطب والصيدلة، ومن أهمها:
- تمييزه بين مرضي الجدري والحصبة، حيث قدّم وصفاً دقيقاً لكل منهما وحدد الأعراض المميزة.
- تحسين أساليب الغرز الجراحية.
- ابتكاره لمرهم يحتوي على الزئبق.
- إدخال المركبات الكيميائية في الممارسة الطبية.
- تجربته للزئبق وأملاحه على القرود لدراسة تأثيراتها، مما جعله من الرواد في البحث التجريبي في الطب، حيث كان يقوم بتجريب الأدوية على الحيوانات أولاً ومراقبة النتائج قبل تطبيقها على البشر.
- تأكيده على وجود العوامل الوراثية لبعض الأمراض، موضحاً دور الوراثة في انتقال العدوى.
أعماله الأدبية
ترك الرازي مجموعة من المؤلفات التي تُعتبر من أبرز الأعمال في التاريخ الطبي، ومن ضمنها:
- كتاب “الحاوي في علم التداوي”: موسوعة طبية تضم كل المعلومات المعروفة حتى عهده، حيث احتوى على خلاصة خبراته السريرية والحالات التي عالجها.
- كتاب “المنصوري”: سُمّي تيمناً بالمنصور بن إسحاق، حاكم خراسان، ويتناول مواضيع طبية متعددة منها الأمراض الباطنية وأمراض العيون والجراحة.
- كتاب “الجدري والحصبة”: الذي يُعتبر دليلاً يثبت أن الرازي كان الأول الذي ميّز بين الجدري والحصبة، بما يحتويه من ملاحظات دقيقة حول المرضين.
- كتاب “الأسرار في الكيمياء”: الذي استمر كمرجع رئيسي في الكيمياء لسنوات طويلة في المؤسسات التعليمية بالشرق والغرب.