اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو حالة دماغية تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة. وعلى الرغم من أن فهم أسباب هذا الاضطراب لا يزال قيد البحث، يعتقد بعض العلماء أن هناك صلة بينه وبين الجينات التي تؤثر على إنتاج مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية مهمة تلعب دوراً حاسماً في قدرة الدماغ على الحفاظ على الانتباه والتركيز.
الوراثة في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يتساءل الكثيرون عن مدى وراثية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا الاضطراب يمكن أن ينتقل من الآباء إلى أبنائهم. تشير البيانات إلى أن ما يصل إلى ثلث الآباء الذين يعانون من ADHD يواجه أطفالهم نفس الصعوبات. إضافة لذلك، يُظهر العديد من التوائم المتشابهة تشابهًا في خصائص ADHD، مما يعكس تأثير الوراثة.
البحث عن علاج فعال لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
في الوقت الراهن، يسعى الباحثون لتحديد الجينات التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يتم دراسة مجموعة متنوعة من الجينات المرتبطة بنقص مادة الدوبامين، حيث يُعتقد أن هناك جينين على الأقل يلعبان دوراً في هذه الحالة. يُعتبر ADHD اضطرابًا معقدًا ولا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول البُعد الجيني لتسهيل تشخيصه وتطوير علاجات أفضل للمرضى.
فهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يمكن وصف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنه اضطراب شائع بين الأطفال، وينجم عن خلل في جين مسؤول عن إنتاج الدوبامين. من المهم فهم أن هذا الاضطراب ليس نتيجة لسوء معاملة الوالدين أو تناول السكر بشكل مفرط، بل هو حالة بيولوجية ترتكز على اختلافات في وظائف الدماغ. وقد أشارت الدراسات التصويرية إلى وجود اختلافات واضحة في أدمغة الأشخاص المصابين بـ ADHD، وغالبًا ما يكون للأطفال المصابين أقارب تم تشخيصهم بنفس الاضطراب.
تأثير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على الدماغ
تشير الأبحاث إلى أن أدمغة الأفراد المصابين بـ ADHD تظهر اختلافات كيميائية، مما يجعل هذا الاضطراب الأول من نوعه الذي تم تحديد نقص ناقل عصبي محدد مرتبط به. يُظهر الأفراد المصابون مستويات أقل من الدوبامين في بعض مناطق المخ، مما ينجم عنه ضعف في الوظائف العقلية. تتأثر أربع مناطق رئيسية في الدماغ، وهي:
القشرة الأمامية
تمتاز هذه المنطقة بتنظيم الأداء العالي والحفاظ على التركيز وتنفيذ المهام. يترتب على انخفاض الدوبامين في هذه المنطقة عدم الانتباه وضعف الأداء.
الجهاز الحوفي
يقع في عمق الدماغ ويُعنى بتنظيم العواطف. يؤدي انخفاض مستوى الدوبامين هنا إلى زيادة القلق أو التقلبات العاطفية.
النوى القاعدية
تنظم هذه المنطقة الدوائر العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات، لذا فإن نقص الدوبامين قد يؤدي إلى مشكلات في الانتباه والتحكم في الاندفاع.
تابع المزيد:
نظام التشغيل الشبكي
يعتبر هذا النظام مهمًا لتدفق المعلومات داخل وخارج الدماغ. وعندما يكون مستوى الدوبامين منخفضًا، يظهر عدم الانتباه أو زيادة النشاط. بصفة عامة، يمكن القول إن نقص الدوبامين في أي من هذه المناطق قد يكون له تأثيرات سلبية على الوظائف المعرفية.
في ختام هذا الموضوع حول وراثة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، قدمنا لمحة عن طبيعة هذا الاضطراب وأحدث التطورات في الأبحاث العلاجية، فضلاً عن كيفية تأثيره على أجزاء محددة من الدماغ.