تعتبر أعراض الصرع عند الأطفال عرضًا لاضطراب في الجهاز العصبي، يتسبب في اختلال نقل الإشارات الكهربائية داخل الدماغ، وتظهر حالات الصرع بصور متنوعة.
ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر هي حدوث نوبات صرعية أو فقدان الوعي. في هذه المقالة، سنستعرض أعراض الصرع لدى الأطفال وبعض أساليب العلاج المتاحة.
ما هو الصرع؟
-
أفادت دراسات في الولايات المتحدة بأن واحدًا من كل 100 شخص قد يعاني من نوبة صرع في مرحلة ما من حياته دون سبب واضح.
- ومع ذلك، لا يستدعي الأمر القلق ما لم تتكرر النوبة. يُذكر أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة قد يتعرضون لنوبات صرعية غير مقلقة إلا إذا تكررت النوبة للمرة الثانية.
- يعتبر تكرار النوبة مؤشراً على احتمال حدوث نوبات مستقبلية، مما يستدعي إجراء تقييم طبي للتأكد من احتمال الإصابة بالصرع.
-
تظهر الإصابة بنوبات الصرع غالبًا في مرحلة الطفولة، لكنها قد تحدث أيضًا في مراحل مختلفة من العمر.
- عند معالجة الصرع بشكل فعّال، يمكن تقليل النوبات بشكل كبير، وتمر نسبة كبيرة من الأطفال بشفاء كامل.
الأعراض المرتبطة بالصرع
-
ينتج الصرع عن خلل في نشاط خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على نشاط الجسم.
- تشمل الأعراض فقدان الوعي، التحديق في الفراغ، أو حدوث حركات لا إرادية في الأطراف العلوية والسفلية.
-
تختلف الأعراض وفقًا لنوع النوبة الصرعية.
- تتعاظم الأعراض مع تكرار النوبات، وقد تظهر أعراض مشابهة لأعراض اضطرابات أخرى.
- قد تختلف أنواع النوبات لدى الأطفال، مما يؤثر على الأعراض والعلامات الناتجة عن كل نوبة.
تصنيف نوبات الصرع
-
يقسم الأطباء نوبات الصرع إلى نوعين رئيسيين: نوبات جزئية ونوبات عامة، بناءً على المكان الذي يبدأ فيه النشاط الكهربائي غير الطبيعي.
- النوبات الجزئية تمثل نشاطًا غير طبيعي يحدث في جزء معين من الدماغ.
-
بينما تشمل النوبات العامة النشاط الكهربائي الذي يؤثر على الدماغ ككل.
- ومن الممكن أن تبدأ النوبة في جزء من الدماغ ثم تنتقل إلى باقي الأجزاء.
النوبات الجزئية
يمكن تقسيم النوبات الجزئية إلى نوعين رئيسيين:
- النوبة الجزئية البسيطة، حيث لا يحدث فقدان للوعي، لكنها قد تؤدي إلى تغيير في إدراك بعض الحواس كالرائحة أو الصوت.
-
النوبة الجزئية المعقدة، حيث تتسبب في تغييرات إدراكية تفقد الطفل الوعي لفترة قصيرة.
- قد تترتب على ذلك ظواهر كالتركيز في الفراغ أو الحركات اللا إرادية كاستخدام اللسان أو فرك اليدين.
النوبات العامة
تقسم النوبات العامة إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- أولاً: النوبة البسيطة، التي تتميز بالتحديق في الفراغ وانخفاض مؤقت في الوعي.
- ثانيًا: النوبة الرمعية العضلية، التي تظهر تأثيرات عنيفة في الأطراف.
-
ثالثًا: النوبة العامة المهيمنة، والتي تُعتبر الأكثر تعقيدًا، حيث يحدث فقدان كامل للوعي وتشنجات عضلية شديدة.
- يمكن أن يتسبب ذلك في اهتزاز الجسم، ويُحتمل أن يتعرض الطفل لدغة لسانه أو فقدان التحكّم في كلامه.
أسباب الصرع لدى الأطفال
-
في بعض الأحيان، قد ينتج الصرع عن خلل جيني يؤثر على خلايا الدماغ.
- توجد أيضًا أنواع نادرة من الصرع ناجمة عن جينات معطوبة، أو من تداخل كبير في الجينات.
-
على الرغم من ارتباط الصرع بالوراثة، فإن العوامل الوراثية ليست السبب الوحيد.
- قد يتأثر الطفل بما يلاحظ من حالات نوبات صرع لدى أقرباء له.
-
تشمل الأسباب الأخرى التعرض للإصابات، وبعض الأمراض أو الصدمات الطبية.
- على سبيل المثال، السكتة الدماغية التي قد تؤثر على تدفق الأكسجين إلى الدماغ، أو أورام دماغية التي قد تسبب النوبات.
-
توجد أيضًا عوامل مثل التاريخ العائلي أو الإصابات السابقة التي تلعب دورًا في خطر الإصابة.
- مثل التهاب السحايا الذي يؤدي إلى تشنجات بسبب ارتفاع الحرارة في مرحلة الطفولة.
- يجب بدء العلاج بشكل مبكّر بمجرد تشخيص الصرع، لتجنب المضاعفات المحتملة. تكرار النوبات، خاصة الشديدة، قد يعرض الطفل لخطر الموت المفاجئ، رغم أن ذلك غير شائع.
علاج الصرع عند الأطفال
- عادةً ما يُعالج الصرع من خلال أدوية تقلل من النوبات. قد يُظهر بعض الأطفال استجابة جيدة، بينما قد يزداد التكرار في حالات أخرى.
- تشير الدراسات إلى أن أكثر من 50% من الأطفال الذين يتناولون أدوية الصرع قد يتمكنون من التوقف عن تناولها في المستقبل ويعيشون حياة طبيعية.
-
تحديد الدواء المناسب والجرعة المثلى يُعتبر من التحديات، حيث يبدأ الطبيب عادةً بجرعة منخفضة ثم يزيدها تدريجيًا للسيطرة على النوبات.
- إذا لم يكن الدواء فعالاً، يُمكن استبداله أو دمجه مع نوع آخر بناءً على احتياجات المريض.
- تحمل جميع أدوية الصرع آثارًا جانبية مثل الدوخة وزيادة الوزن والاكتئاب ومشكلات في الكلام.
إدارة علاج الصرع عند الأطفال
-
لتحقيق أقصى قدر من السيطرة، يجب الالتزام بالدواء الموصوف من قبل الطبيب.
- تُعتبر المراقبة المستمرة مع الطبيب أمرًا حيويًا، وتجنب تعديل الجرعات دون استشارته مهم جدًا.
- يجب عدم التوقف عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب أولاً، حيث أن بعض التدخلات قد تكون ضرورية.
- إذا لم تنجح الأدوية، قد يبحث الطبيب عن خيارات أخرى مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو اتباع نظام غذائي خاص يعتمد على نسبة عالية من الدهون.