قد تواجه المرأة الحامل خطر انفصال المشيمة خلال بعض شهور الحمل، ولقد وُجدت علاقة محتملة بين استخدام الأسبرين وانفصال المشيمة. حرصًا على صحتك، سنستعرض في هذا المقال أسباب انفصال المشيمة، وأعراضها، ومضاعفاتها، وطرق الوقاية منها.
انفصال المشيمة
تُعرف المشيمة، باللغة الإنجليزية، باسم Placenta، وهي عضو يلعب دورًا حيويًا في تأمين التغذية اللازمة للجنين طوال فترة الحمل، حيث تقع في الجزء العلوي من الرحم.
عادةً ما تنفصل المشيمة عن الرحم بطريقة طبيعية بعد ولادة السيدة. ومع ذلك، قد يحدث انفصال مبكر نادرًا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هذه الحالة تمثل حوالي 1% فقط من حالات الحمل.
يؤدي انفصال المشيمة المبكر إلى مضاعفات صحية قد تؤثر سلبًا على صحة الأم والجنين، حيث يمكن أن يُؤدي إلى نقص إمدادات الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية للجنين، أو قد تتعرض الأم للنزيف.
أعراض انفصال المشيمة
تحدث معظم حالات انفصال المشيمة في الثلث الأخير من الحمل، وقد تُفاجئ المرأة الحامل ببعض الأعراض التي قد تظهر بشكل غير متوقع.
في بعض الحالات، قد يكون انفصال المشيمة تدريجيًا ويؤدي إلى نزيف مهبلي متقطع، ما يسبب ضعفًا في نمو الجنين أو نقصًا في سائل الأمينوز المعروف باسم Oligohydramnios، وقد يحدث أيضًا مضاعفات صحية أخرى.
تشمل الأعراض الرئيسية لانفصال المشيمة المبكر ما يلي:
- ألم مفاجئ في البطن والظهر.
- نزيف مهبلي يمكن أن يكون ذو كمية كبيرة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة شدة انفصال المشيمة.
- قد لا يظهر النزيف بسبب وجود الدم خلف المشيمة.
- تصلب في بطن المرأة الحامل.
- ألم عند لمس الرحم.
- تقلصات متتالية في الرحم.
أسباب انفصال المشيمة
حتى الآن، لم يُحدد العلماء سببًا رئيسيًا وواضحًا لانفصال المشيمة المبكر. لكن هناك عوامل عديدة قد تزيد من خطر تعرض المرأة الحامل لهذه الحالة، ومنها:
- الإصابة بتخثر الدم.
- تاريخ سابق من انفصال المشيمة في حالات حمل سابقة.
- عدم إصابة المرأة الحامل بمنطقة البطن.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن أو الحملي، أو التعرض لمرحلة ما قبل تسمم الحمل (مقدمات الارتعاج).
- وجود المشيمة الانزياحية (Placenta Previa).
- زيادة نسبة السوائل السلوية المعروفة باسم Polyhydramnios.
- نزيف مبكر خلال فترة الحمل.
- عادات غير صحية مثل التدخين أو تناول الكحول أو الأدوية غير المصرّح بها للحوامل.
- حمل التوائم.
- وجود اضطرابات بالرحم أو ورم ليفي رحمي (Uterine Fibroid).
- المشيمة المحاطّة (Circumvallate Placenta).
- اضطراب نبضات القلب للجنين.
- تاريخ من العمليات القيصرية في حالات الحمل السابقة.
الأسبرين وانفصال المشيمة
قد يصف الطبيب الأسبرين للمرأة الحامل بجرعات منخفضة، حيث لا ينطوي ذلك على خطر مُحتمل بشرط الالتزام بالإرشادات التي يحددها الطبيب.
لكن يجب على النساء الحوامل تجنب الجرعات العالية المتكررة من الأسبرين طوال فترة الحمل بسبب المخاطر المرتبطة بذلك، ومنها:
- زيادة احتمالية الإجهاض أو احتمال الإصابة بتشوهات خلقية للجنين في حال تناول الأسبرين بجرعات كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
- مشاكل في نمو الجنين.
- يمكن أن يؤدي تناول جرعات مرتفعة من الأسبرين إلى انفصال مبكر للمشيمة (Placental abruption).
- قد يُصيب الأم والجنين بنزيف.
- تأخر بدء الطلق واحتمالية إصابة الجنين بأمراض قلبية ورئوية في حال تناول الأم للأسبرين خلال الثلث الأخير من الحمل.
دواء الأسبرين والرضاعة الطبيعية
ينبغي للأم الحامل توخي الحذر عند تناول الأدوية، خصوصًا الأسبرين أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.
يجب أن تتجنب الأم تناول الأسبرين بجرعات مرتفعة، إلا إذا أوصى بذلك الطبيب، حيث يمكن أن ينتقل الدواء إلى الطفل عبر الحليب، مما قد يمثل خطرًا على صحة الطفل.
مضاعفات انفصال المشيمة
قد يصاحب انفصال المشيمة مضاعفات صحية خطيرة لكل من الأم والجنين، ومن بين تلك المضاعفات:
- ضعف نمو الجنين بسبب نقص الأكسجين والعناصر الغذائية.
- احتمالية الولادة المبكرة.
- حالات ولادة الطفل ميتًا، والمعروفة باسم Stillbirth.
- تخثر الدم لدى الأم.
- صدمات في الدورة الدموية بسبب فقدان الأم كميات كبيرة من الدم.
- تفشي الأمراض الكلوية أو فشل الأعضاء الأخرى نتيجة فقدان الدم الكبير.
- بعض حالات انفصال المشيمة قد تُستلزم استئصال الرحم في حالات نادرة بسبب العجز في السيطرة على النزيف.
طرق الوقاية من انفصال المشيمة
في الواقع، لا توجد خطوات محددة لضمان عدم حدوث انفصال المشيمة مبكرًا. ولكن يمكن تقليل المخاطر عن طريق تجنب العوامل التي قد تزيد من ذلك، مثل:
الإقلاع عن التدخين، والامتناع عن تناول الكحول، والحفاظ على سلامة المنطقة المحيطة بالرحم والبطن على وجه الخصوص.
تشخيص انفصال المشيمة
يعتمد تشخيص انفصال المشيمة المبكر على الأعراض التي تظهر على المرأة الحامل، بالإضافة إلى شدة الألم وكميات الدم المفقود أثناء النزيف.
يقوم الطبيب بفحص السيدة سريريًا وإجراء بعض الفحوص الطبية، مع المراقبة المستمرة لصحة الجنين.
قد يطلب الطبيب أحيانًا إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية لتحديد مكان النزيف، ومن المهم أن نذكر أن بعض الحالات لا تُكتشف إلا بعد الولادة.
لن تتمكن بعض الحالات من الحصول على تشخيص دقيق قبل الولادة، ولكن الفحوصات والإجراءات التي يقوم بها الطبيب ستساعد في اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق صحة الأم والجنين.
علاج انفصال المشيمة
تتفاوت طرق علاج انفصال المشيمة بناءً على شدة الحالة ومرحلة الحمل، وفيما يلي استعراض لأساليب العلاج الممكنة:
انفصال المشيمة بشكل خفيف من الأسبوع 24 إلى 34
إذا توقف النزيف وكانت حالة الأم والجنين مستقرة، قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتعزيز نمو رئتي الجنين وتهيئته لتجنب الولادة المبكرة. في حالة عدم الاستقرار، قد تحتاج الأم إلى دخول المستشفى لمتابعة حالتها.
انفصال المشيمة بشكل خفيف بعد الأسبوع 34
في بعض الأحيان، قد يحتاج الطبيب إلى إعطاء الأم حقنة لتحفيز الطلق الصناعي، أو إجراء عملية قيصرية إذا استدعت الحالة لضمان سلامتها وسلامة الجنين.
انفصال المشيمة متوسط وشديد
في هذه الحالات، قد يحدث نزيف شديد أو مضاعفات صحية خطيرة تضطر الطبيب لإجراء عملية قيصرية عاجلة لتوليد الأم.