المعركة الأولى بين المسلمين والفرس
تعتبر معركة القادسية، التي حدثت في السنة الرابعة عشرة للهجرة، هي الأولى بين المسلمين والفرس، وتولى قيادتها الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-. في هذه المعركة، كان عدد المقاتلين المسلمين يقترب من ثلاثين ألف مقاتل، بينما قاد الفرس رستم جاذويه، الذي تجمع تحت قيادته نحو مئة وعشرين ألف مقاتل، مما جعل العدد الإجمالي للجيش الفارسي قريباً من مئتي ألف مقاتل.
وصية عمر بن الخطاب لسعد
في إطار تحضيره لهذه المعركة، استشار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- حول قائد جيش القادسية ضد الفرس، فتقرر اختيار سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- كقائدٍ لهذا الجيش. وقد أوصاه عمر بالتأكيد على أهمية الصبر والإخلاص في الطاعة، مشيراً إلى أن نسبه لا ينفعه أمام الله -تعالى-، وأن النجاح لا يأتي إلا بتقوى الله وبذل الجهد في المعركة.
أحداث معركة القادسية
يُعرف يوم القادسية باسم يوم سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بسبب بطولته وشجاعته في المعركة. حيث واجه قادة الجيش الفارسي بذكاء وشجاعة، ولم يتردد في إرسال مجموعات استطلاعية لإعداد تقارير عن تحركات العدو، مما أسهم في نشر الخوف في صفوفهم. كما قام بإرسال مفاوضين إلى رستم، حيث كانت رسالتهم تتلخص في خيارين: إما الإسلام أو القتال أو الجزية. من بين هؤلاء المفاوضين كان ربعي بن عامر والمغيرة بن شعبة. اختار الفرس القتال، واستمرت المعركة لأربعة أيام: يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم عماس، ويوم القادسية، الذي شهد انتصار جيش المسلمين بفضل الله -تعالى-. وقد قُدِّر عدد الشهداء من المسلمين بحوالي ثمانية آلاف، بينما بلغ عدد القتلى من الفرس نحو خمسين ألفاً.