يُعتبر الخوف الشديد والرهاب غير العقلاني من بين الأمراض النفسية التي تتطلب إلقاء الضوء عليها والاهتمام المناسب بها.
الرهاب، أو ما يُعرف أيضًا بفوبيا الرهاب، هو حالة من الهلع المفرط غير المنطقي، والذي غالبًا ما يرتبط بموقف أو شخص معين، مما يجعله نوعًا من الاضطراب النفسي الذي يحتاج إلى تدخل.
فهم الخوف الشديد والرهاب غير العقلاني
- توجد تسميات متعددة للرهاب مثل “فوبيا” و”عصاب المخاوف”.
- يعد الرهاب نوعًا من الاضطرابات النفسية، حيث تظهر حالة أو رعب متكرر عند مواجهة أشياء أو مواقف محددة.
- الخوف المستمر يؤثر سلبًا على حياة الشخص، مما يؤدي إلى شعوره بالقلق كلما تذكر حالته.
- يدرك المصاب أنه يعاني من خوف غير منطقي، لكنه يجد صعوبة في التغلب على هذا الشعور دون مساعدة طبيب نفسي.
- تُظهر الإحصائيات أن حوالي 1% من الأفراد يعانون من فوبيا الرهاب، ومعظم أنواع الرهاب لا تؤدي إلى مشاكل كبيرة أو اختناق.
- لذا، لا يسعى كثير من المصابين للحصول على المساعدة في القطاعات التخصصية أو العلاج النفسي.
- قد تكون نسبة انتشار الرهاب أعلى بكثير من الأرقام المُعلنة.
- غالبية المصابين بفوبيا الرهاب هم غالبًا من أفراد العائلة.
- يعاني الشخص من تشنجات نفسية عند رؤية أي شيء يثير خوفه، مما يؤثر على قدرته على العيش بشكل طبيعي.
- الرهاب يمكن أن يعيق تفكير الشخص، مما يجعله يشعر بالعجز عن التعامل مع المواقف بشكل منطقي.
- يختلف الخوف تمامًا عن الرهاب، حيث أن الخوف يُعتبر شعورًا طبيعيًا يحافظ على سلامتنا، بينما الرهاب يُثير القلق من أشياء غير موجودة.
- يبدأ الرهاب غالبًا خلال مرحلة المراهقة أو في بداية العشرينات.
- عادةً ما تبدأ أعراض فوبيا الرهاب بشكل مفاجئ، وعادة ما يكون هناك حدث معين هو الجاني وراء هذه الحالة.
- قد يواجه المريض صعوبة في تحديد أسباب خوفه، لكن مع العلاج النفسي يمكنه التعرف على جذور مخاوفه.
الخوف من الأماكن العامة
- يتضمن هذا الرهاب التخوف من التواجد في المساحات المفتوحة أو مزدحمة بالناس، مثل السوبرماركت أو وسائل النقل العامة.
- يُفضّل المرضى تجنب الخروج إلا في حالات الطوارئ، حيث يمثلون حوالي 60% من مرضى فوبيا الرهاب.
الرهاب الاجتماعي
- يمثل هذا النوع من الرهاب قلق الشخص من التعرض لمواقف تؤدي إلى إحراجه أو انتقاده من قبل الآخرين.
- غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون هذا الرهاب صعوبة في الكلام أو الأكل وسط الآخرين.
الرهاب البسيط
هذا النوع يتعلق بالخوف من أشياء محددة، مثل الحيوانات أو الأماكن المغلقة أو المرتفعة.
أسباب الخوف الشديد والرهاب غير العقلاني
- لم يتمكن العلماء بعد من تحديد الأسباب الدقيقة للرهاب، ولكن هناك عوامل محتملة يجب أخذها بعين الاعتبار.
- عادة ما يُعزى الرهاب إلى تجارب مؤلمة حدثت في الماضي، وقد تؤدي إلى تطوير فوبيا عند الشخص.
- يمكن أن تنشأ هذه الحالات نتيجة التعرض لضغوط أو أزمات نفسية خلال فترة من حياته.
- غالبًا ما تكون السلوكيات التي يتخذها الآباء أو الإخوة لها تأثير على تكوين مخاوف الشخص.
- تشير الدراسات إلى أن هناك ميول وراثية قد تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة لإظهار أعراض الرهاب.
- تتضمن الأسباب الأخرى تجارب بيئية أو أحداث سلبية تعرض لها الشخص، مثل الغرق أو إصابات.
- الخوف من الأماكن المرتفعة أو الضيقة أو لدغات الحشرات قد يساهم في تطوير الرهاب.
- يمكن أن تؤدي حالات الاكتئاب واليأس واستخدام المخدرات إلى تفاقم اضطرابات الخوف.
أنواع فوبيا الرهاب غير العقلاني
قسم الباحثون هذا المرض إلى عدة أنواع، ومن أبرزها:
الرهاب الاجتماعي
- يتضمن هذا الشعور بالخوف من نظرات الناس والمواقف الاجتماعية، مما يجعل الشخص يشعر بالتوتر في مخاطبة الآخرين.
- يمكن أن يتطور هذا الشعور إلى أعراض جسدية مثل عدم القدرة على التبول إلا في مواقف خاصة.
- يرتبط الرهاب الاجتماعي أيضًا بمواقف محددة مثل تناول الطعام أمام الآخرين.
الرهاب المحدد
بعض الأنواع الشائعة من هذا الرهاب تشمل:
- رهاب الحيوانات، مثل العناكب والثعابين.
- الخوف من الأماكن المرتفعة أو المغلقة.
- التخوف من المواقف، مثل النزيف أو الحوادث.
- الرعب من الإصابة بأوبئة معينة أو التعرض للأصوات العالية.
رهاب الخلاء
- يشير إلى الخوف من الخروج من المنزل أو الجلوس في أماكن مزدحمة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبات فزع.
- غالبًا ما يتسبب رهاب الخلاء في تطور الحالة، مما يؤدي إلى رفض الشخص الخروج من منزله.
الأعراض الجانبية للخوف الشديد والرهاب غير العقلاني
- يظهر الرهاب من خلال مشاعر قلق مستمرة تجاه موقف أو شيء ما.
- تشمل الأعراض الجسدية الدوار، والرعشة، وسرعة دقات القلب، واضطرابات في الجهاز الهضمي.
- يواجه المصابون بصعوبة كبيرة في التركيز على الأمور الأخرى بسبب التفكير المستمر في مخاوفهم.
- الشعور برغبة في الهروب من المواقف التي تثير قلقهم.
- قد تتضمن الأعراض الجانبية أيضًا ضغوطًا نفسية، حيث يعاني الشخص من نوبات هلع بشكل متكرر.
- تكون ردود أفعال المريض غير منطقية، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.
- مع تطور الحالة، قد ينتهي الأمر بحالة مرضية شديدة من الهلع والشعور بالعجز.
طرق علاج الخوف الشديد والرهاب غير العقلاني
- الإرشاد النفسي يُعتبر خطوة أساسية، حيث قد يتجنب مرضى الرهاب المحدد الذهاب إلى الطبيب، معتقدين أن حالتهم لا تتطلب رعاية طبية.
- بالنسبة للمرضى الذين يعانون من رهاب معقد، فإن التحدث مع مختص يمكن أن يكون حلاً فعالًا.
- تتنوع طرق العلاج بين العلاج السلوكي والأدوية، حيث يمكن دمج الطريقتين لتحقيق أفضل النتائج.
العقاقير
- الحاصرات بيتا تُستخدم لتخفيف الأعراض الجسدية المرتبطة بالرهبة مثل مشاكل الأمعاء والقلق.
- مضادات الاكتئاب تعالج الحالات بزيادة مستوى هرمون السيروتونين في الدم.
- البنزوديازيبينات تُعتبر مهدئات تُساعد على تقليل القلق. لكن يجب تجنبها إذا كان الشخص قد أساء استخدام الكحول.
العلاج السلوكي
يمكن تطبيق عدة تقنيات مختلفة في هذا الإطار:
العلاج بالتعرض
- يهدف إلى تقديم الشخص تدريجيًا لمصدر خوفه دون إثارة مشاعر وجدانية سلبية قوية.
- على سبيل المثال، يمكن لمريض يعاني من رهاب الطائرات أن يبدأ بمشاهدة صور الطائرات، ثم ينتقل إلى زيارة المطار، وأخيرًا ركوب الطائرة.
العلاج السلوكي المعرفي
- يشتمل على تعليم المريض طرق تغيير كيفية إدراكه لمخاوفه، مما يسهل عليه التعامل معها.
- يساعد العلاج على التحكم في ردود الأفعال والمشاعر المرتبطة بالخوف.
أساليب الوقاية من الخوف الشديد والرهاب غير العقلاني
- يجب طلب الدعم في وقت مبكر، لأن الأمراض النفسية تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.
- تدوين التجارب اليومية يساعد في التعرف على مصادر القلق ومشاعر السلبية.
- من المهم تنظيم الأزمات التي تواجه الشخص وفق أولوياتها وتأثيرها على النفسية.
- شغل وقتك بأنشطة مفرحة لتقليل التوتر.
- احرص على عدم استخدام المخدرات أو المواد المنبهة مثل الكافيين.
- إذا كنت تواجه صعوبة في التوقف عن استخدام المخدرات، يجب طلب المساعدة من طبيب.