تحتوي السنة النبوية على العديد من الأحاديث التي تؤكد أهمية طاعة الزوج، وأوصى الله عز وجل بألا تعصي الزوج في أي أمر، ما لم يتعارض مع شرع الله. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأدلة التي تؤكد على أهمية إرضاء الزوج، ونتناول عقوبة عصيان الزوج وبيان أهمية طاعته في الإسلام.
هل رضا الله مرتبط برضا الزوج؟
الإجابة على هذا السؤال هي “نعم”، إذ يتطلب إرضاء الله عز وجل أن نسعى لإرضاء أزواجنا ونستمع إليهم دائمًا، وعلينا الامتثال لأوامرهم ما لم تتعارض مع الشريعة. يوجد حديث نبوي يُبرز هذا المعنى، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“فإني لو أَمرتُ شيئًا أن يسجدَ لشيءٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها، والذي نفسي بيدِه، لا تُؤدي المرأةُ حقَّ ربِّها حتى تُؤديَ حقَّ زوجِها.”
عند قدوم معاذ من الشام، وأثناء تعبيره عن إعجابه بالسجود لأساقفتهم وبطارقتهم، سجد للنبي، فأجابه الرسول الكريم أنه لا يجوز السجود لغير الله، مشددًا على مكانة الزوج ودوره في حياة المرأة.
أحاديث تدل على أهمية طاعة الزوج في الإسلام
لقد أوصى الإسلام بطاعة الزوج، حيث تعتبر هذه الطاعة جزءًا من طاعة الله عز وجل. فعندما يكون الزوجان في حالة من التوافق، سينعكس ذلك إيجابيًا على المجتمع بأسره، كونهم سيعملون سويًا على تربية أبنائهم وفق هذا المبدأ. إليكم بعض الأحاديث التي توضح أهمية طاعة الزوج:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لو تعلم المرأةُ حقَّ الزوْجِ، لم تَقْعُدْ ما حَضَرَ غداؤُهُ وعَشَاؤُهُ حتى يفرَغَ منه.”
يظهر هذا الحديث ضرورة رضا الزوج في الإسلام، وفيه تأكيد على أهمية علاقة الاحترام والحقوق المتبادلة بين الزوجين. كما تقول عائشة رضي الله عنها، أن النبي قال: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.” فكما أوصى الرسول بطاعة الزوجة، شدد أيضًا على ضرورة احترام الزوج لزوجته وتحسين معاملته لها.
- كما يُروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأَبَتْ، فبات غضبانَ عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبح.”
وهذا يعني أنه يجب على الزوجة أن تطيع زوجها متى دعاها، وإلا فقد تتلقى اللعنة من الملائكة.
- كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه.” رواه البخاري.
حتى في الصيام التطوعي، يتعين على الزوجة الحصول على إذن من زوجها، وفي حال رفض ذلك، يجب عليها الامتناع عن الصيام.
- وروى ابن حبان عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها و حصنت فرجها وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.”
يبين هذا الحديث أن طاعة الزوج تعد واجبًا على الزوجة، بعد تأديتها لواجباتها الدينية.
- وروى أحمد والحاكم عن الحصين بن محصن أن عمته ذهبت إلى النبي في حاجتها، وسألها الرسول: “أذات زوج أنت؟” قالت: نعم. فقال: “كيف أنت له؟” فأجابت: “ما آلوه إلا ما عجزت عنه.” فقال: “فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك.”
تشير هذه الرواية إلى أن طاعة الزوج ليست فقط واجب، بل هي أحد السبل المؤدية إلى السعادة ورضا الله.
في ختام هذا المقال، أوضحنا بعض الأحاديث التي تدلل على أهمية طاعة الزوج في الإسلام، وأن طاعة الله عز وجل تتضمن طاعة الزوج. لذا فإن المرأة التي تطيع الله ولا تطيع زوجها لا تعتبر ماضية في طاعة الله حقاً.